مازالت شخصية المناضل عبدالرحمن النعيمي مؤثرة في المشهد البحريني رغم غيابه جسديّاً عنّا منذ الأول من سبتمبر/ أيلول 2011 عندما رحل بعد معاناة طويلة مع المرض بدأت في العام 2007، لتنتهي حياته بعد سنوات طويلة من النضال الوطني المتواصل؛ إذ شهدت رحلة النعيمي في السنوات الماضية تدهوراً في حالته الصحية، ودخوله في غيبوبة طويلة استمرت حتى فارق الحياة بعد معاناة استمرت أربع سنوات.
ومن لا يعرف مناضل البحرين عبدالرحمن النعيمي - الذي تمتد جذور عائلته الكريمة إلى البحرين وقطر - فهو شخصية كرّست حياتها من أجل المشاركة الشعبية والديمقراطية الحقيقية، وظل مثابراً على نهجه حتى لحظة إصابته بالمرض، ورحيله يشكل منعطفاً سياسيّاً يجب فيه على القوى المطالبة بالإصلاح في البحرين ليبرالية أو إسلامية أن تخلق تحالفاً وطنيّاً أكثر إصراراً على المطالب التي كانت جزءاً لا يتجزأ مما كان ينادي به النعيمي بل وامتداد لتاريخ الاتحاد الوطني الذي ضم جميع عناصر المجتمع البحريني في منتصف القرن الماضي.
لقد وصف المعارض السوري هيثم منّاع وفاة المناضل البحريني في بيان صدر على لسانه (في سبتمبر 2011) بأنها «خسارة قمّة نضالية في عالم العرب»، وأضاف «لم يعد بيننا، ها قد فقد أهلنا في البحرين وشعوب المنطقة رمزاً متميزاً واسماً عظيماً في لائحة الكبار (...) ويغيب عنّا صديق من أعزّ الناس وأكرمهم. وقفت يا سعيد سيف، كما كان اسمك النضالي في ظفار وعدن وبيروت ودمشق وكل مكان، مع كل الأحرار عندما قست الأيام على المناضلين، وكنت دائماً مثلاً في التواضع والمعرفة والصداقة. وإن كان من عزاء للنفس فهو في هذا الشعب المعطاء الذي علمنا أن النضال تضحية وعطاء وأن الكرامة الإنسانية لا تتجزأ وأن الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية كلمات عربية أيضاً وأن منطقة الجراد الأسود قادرة على إنجاب أشخاص استثنائيين يشكلون قدوة لكل شعوب الأرض».
هذا ما قاله منّاع، أمّا نحن فنكتب عن ( أبو أمل) - هكذا كان أهل البحرين ورفاقه العرب ينادونه - إنساناً وطنيّاً من الطراز الأول، فقد عمل طوال الوقت من أجل وطنه وشعبه منكراً ذاته، مُحبّاً لمساعدة الآخرين، وآملاً في أن تتحقق صورة البحرين التي كان يحلم بها، تلك الصورة التي تحفظ كرامة وحرية ابن هذه الجزيرة الصغيرة التي تتوسط مياه الخليج والتي لم تعرف يوماً في تاريخها إلا حراكاً طويل الأمد يمتد إلى حقبة الغواصين في عشرينيات القرن الماضي وصولاً إلى مرحلة الربيع العربي.
النعيمي قائد وطني كبير واستثنائي في تاريخ الحركة الوطنية في البحرين وآثاره بعد أن رحل عن الدنيا ستبقى نابضة في قلب كل بحريني وبحرينية، وفي تنظيمه السياسي المتمثل في جمعية «وعد» و في الحركة الوطنية، نظراً إلى مساهماته التي خلفها من خلال حركته النضالية والكتابية وما قام به سواء في فترات العمل السري أو بعد الانفراج الأمني والسياسي من خلال التأكيد على الحقوق السياسية للشعب والكرامة الإنسانية. واليوم نعيش ظروفاً صعبة افتقدنا بها النعيمي بسبب مرضه ثمّ موته الذي غيّب دوراً بارزاً لشخصية عملت من أجل وحدة الشعب البحريني بألوانه المختلفة.
النعيمي صاحب الحس الوطني كان يؤكد دائماً بأن البحرين تحتاج إلى التكاتف والمصارحة الوطنية للخروج من أزمتها الطويلة التي ظلت ومازالت تتأرجح وذلك بهدف وضعها على المسار الصحيح وبناء الثقة بين الدولة والمجتمع، والمبادئ التي بدأ بها مع رفاق جيله من أمثال الناشط البحريني عبدالنبي العكري وهي مبادئ لا تتكلم إلا عن قيمة الحق الإنساني في تعزيز حقوق الإنسان والشفافية والديمقراطية التي بدورها تحقق المواطنة الغائبة في مجتمعاتنا بشكل عام.
«أبو أمل» خاض تجربة الانتخابات البرلمانية في العام 2006 مع رفاقه من جمعية «وعد» مثل منيرة فخرو وإبراهيم شريف وسامي سيادي، كانت تجربة مميزة رغم عدم دخول مرشحي «وعد» البرلمان. أتذكر تماماً عندما هاتفته من بعد إعلان النتائج وكنت في قمة التعب والإحباط لكن كلماته بقيت عالقة في ذاكرتي وهو يقول إنها «ليست النهاية ولكنها البداية»... هكذا كان النعيمي قويّاً وصلباً ومتسامحاً وأبويّاً في مواقف كثيرة، ولقد تعلمنا من كتاباته ومن أفكاره كيف نكون أبناء وطن واحد دون فرق ودون استثناءات، وما أحوجنا أن نستلهم القيم التي كان يؤكد عليها وخصوصاً أننا بحاجة إلى ما تركه المناضل من إرث في مرحلة عصيبة. ولأنه حمل هَمَّ الوطن منذ عقود مضت، فقد كان له الأثر في نفوس أبناء البحرين الذين عرفوا بوفائهم لكل من عمل من أجلهم دون النظر إلى انتمائه السياسي والمذهبي والمناطقي.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 3476 - الثلثاء 13 مارس 2012م الموافق 20 ربيع الثاني 1433هـ
الى زائر رقم 16
أخي الكريم كفاك قدحا ( لأن الطعن فى الميت حرام والكل مذكور يفعله ) الكل يعرف بأن الرجل محبوب ومحنرم لأنه يحب ويحترم الكل. أما عدم وصوله للبرلمان فالكل يعرف السبب لأن وصول شخصية كالمرحوم النعيمي حين تصل للبرلمان ستكون تلك الشخصية هي البرلمان إذ ستطلب العزة والرفعة والكرامة للوطن والمواطن مع احترامي للأخوة النواب إذ أني تعلمت من المرحوم النعيمي أن لا أحتقر أحد ولكن لوضع النقاط على الحروف. محرقي / حايكي
شهداء عند ربهم يرزقون
من النعيمي إلى الجمري, ممن عاشوا من أجلنا , ممن سكنوا في قلوبنا وهم في سجون الغربة, ممن اختارهم الله كرماء فضلاء عنده, لأرواحهم منا ألف تحية.
وطن حر وشعب سعيد
عرفته من ايام انتفاضه التسعينات نترقب لحظه ظهوره على القنوات .. كم كنت اتمنى ان التقيه . الى ان اتى ذلك اليوم لحظه وصوله ارض البحرين نعم لقد التقيته مع جمع من اصدقائي ذهبنا اليه وكان معه المرحوم الفذ الحاج عبد الله فخرو .. واخذ دلليلنا يعرفنا به وعنندما وصل دوري قال هذا اسمه ... ومن قريه ... فهنا قاطعه ابو امل قائلا انا لا احب هذه المصطلحات والا الانتمائات فكلنا بحرينوووون وكفي ..
شكراً
شكراً لك من الأعماق
شوقي
لم يحقق شيئا في الانتخابات
لو كان كما تقولون ومحبوب الي هذه الدرجة لوصل بسهولة للبرلمان
مواطن و وطني
هذا معني كلمة (وطني)عبدالرحمن النعيمي
عملاق
النعيمة عملاق وطنى ما كان ليرضى ان يتحول جهده الى تابع لتيار ولائي . اما شهادة هيثم المناع فلسنا بحاجة لمثلها تصدر من شوكة في خاصرة الثورة السورية العملاقة المنتصرة على نظام الاسد الطائفى
انك من الصادقين
قبل يومين يحدثني صديقي ويقول لي ياليت المناضل عبدالرحمن النعيمي بيننا اليوم ووافقته على الفور في كلامه نعم ان من رحلو عنا بأجسادهم فروحهم باقيه فهم وقودنا وقادتنا اليوم على الساحه يكملون المسار رحم الله شهدائنا وفي مقدمتهم شيخنا الكبير ابا جميل الى جنات الخلد انشاء الله
في القلب يا بو امل
لن ننساه ابدا فهو رمزا وطني كبير جدا ليس اقل حجما من الجمري و غيره
تمنيت لو كل بحريني يعرف قصة نضاله , كان من المفترض ان تكون كل البحرين في تشييع هذا البطل الاسطوري
رحم الله ابا امل
من الناس الذين يمقتون الطئفيه بل يجرمونها فكان كل ابناء الوطن احبابه ولم يطربه العزف على الوتر الطائفي قط كان دوله حب متمثله في رجل ما احوج اول لشخصك اليوم يا ابا امل يبن اوال وابنها البار رحمك الله رحمة الابرار ...ديهي حر
الرجل الصادق
نعم الرجل الصادق الى اخر يوم في حياته النضالية والتي توجها بخروجه من هذه الحياة بعد نضاله السياسي في اوج شهورمحنة بلاده مشاركا ابنائه ومتحدا مع شهدائها حتى في موته نسأل الله العلي القدير ان يسكنه الفسيح من جناته
مازال موجوداً بيننا
شكراً أستاذة ريم على مقالك. قال لي مرة عندما كنت صغيرياً ونحن نصعد جبل في قرية سورية تدعى باب جنة -أرجو أن يكون على أبوابها- حين انزلقت قدمي وطلبت مساعدته، قال لي: لا تستسلم وانهض ففي الحياة ستواجه منزلقات أكثر خطورة عليك أن تكون صلباً. لم أفهم حينها مقصده. دمتم على الحق
هذا هو الخلود .
الرجل ( رحمه الله) الذى مزج العدل و الحق و ألأنسانيه فى دمه . عرف الرب بمعرفته و عرف الناس بعقله و مناسكه و اعماله الخير للمجتمع و المظلومين .
ليتهم يتعلمون من سعيد سيف
عبدالرحمن النعيمي خير من كرس حياته وضحى من اجل وطنه وهو مثال شامخ في البحرين لجميع طوائفها... كان عبدالرحمن النعيمي يتخطى الطوائف
هؤلاء في قلوبنا
مثل هؤلاء لايمكن لزمان أن يطويهم عن ذاكرتنا.
فأنهم عاشوا أحرار وماتوا أبطال ........
ولا تزال شمعتهم !!
تضئ دربنا ......... لنيل الحرية والكرامة
نسأل الله أن يغفر له وأن يرحمه ....
رمز في الذاكرة
شكراً اختنا الفاضله على عمود اليوم وهذا قليل في حقه لانه الشمعه التي تحترق لتنير لنا الطريق هذا الرجل ستضل ذكراه تتجدد ويذكره التاريخ جيل بعد جيل رحمك الله واسكنك فسيح جناته