لغزٌ لحكيم: فوق الشجرة 3 عصافير، قرر عصفور واحد أن يطير، كم عصفور بقي على الشجرة؟ الجواب بقي 3 عصافير، لأن العصفور قرّر أن يطير، لكنه لم يطر، وبالتالي لم يتغير شيء.

هذا اللغز يفك شفرات جابر عندما عُين مديرًا لهيئة حل المشاكل ومعالجة الأزمات.

تقدم مزارعون بشكوى بخصوص تملح التربة، فما كان من جابر إلا أن بادر بسرعة، واتخذ قراراً لحلّ المشكلة، إلا أن المزارعين استمروا في الشكوى، فاتخذ جابر قراراً. ومات الزرع وما عادت الأرض صالحة.

وعندما تقدم السكان القريبون من المصانع، بشكوى عن التلوث، أصدر جابر قراراً لمعالجة التلوث. وانتشرت الأمراض نتيجة الملوثات، والهواء غير النقي.

وفي يوم من الأيام اشتعل حريق ضخم أكل 20 منزلاً، فاتخذ جابر قراراً بتوفير سكن للأسر المتضررة، لكن الأسر نامت على قارعة الطريق لسنوات حتى تمكنت من بناء سكن لها بنفسها.

في فترة كساد اقتصادي تزايدت أعداد العاطلين عن العمل، فاتخذ جابر قراراً بتوفير فرص عمل مناسبة للشباب في إدارات وشركات وبرواتب مجزية، لكن الشباب هداهم الله، ينامون في الليل وينتظرون في النهار.

صاح الناس من التضخم وارتفاع الأسعار، فاتخذ جابر قراراً، لكبح جماح التضخم وتخفيف الأعباء المعيشية على الناس، لكن النقود تراجعت قيمتها، وأصبح الراتب لا يكفي لأسبوع.

استضافت قناة تلفزيونية عالمية جابر في برنامج خاص، بمناسبة دخوله موسوعة غينيس للأرقام القياسية في اتخاذ القرارات الحاسمة، وسألته المذيعة عن سر نجاحه، فقال: «إن السر يكمن في سرعة اتخاذ القرارات لمعالجة المشكلات».

وعندما فتح المجال لمداخلة المشاهدين، جاءت الاتصالات كالطوفان من مزارعين وبحارة وعاطلين ورجال ونساء وشباب، كلهم ينتقدون جابر بعنف، ويقولون إنه لم يفعل شيئاً. ردّ جابر على الهواء مباشرة: «أنتم لا يعجبكم العجب ولا الصيام في رجب، أنا اتخذت آلاف القرارات لمعالجة القضايا وحل المشكلات، كل هذه القرارات ولم أفعل شيئاً، يا لكم من ناكرين للجميل»!

فاتصل شخص غاضب، وقال: «قراراتك ضعها في كأس ماء واشربها»... فقرار بلا فعل لن يغيّر من الواقع شيئاً. فهل ستنطفئ النار باتخاذ قرار بإخمادها؟ فانفعل جابر وقال غاضباً: «موتوا بغيظكم يا أعداء النجاح»! فردّ المداخل: «سيموت الناس من قراراتك التي لا تعدو حبراً على ورق»!

وقطعت القناة البرنامج، ببرنامج آخر، وأصبحت الحلقة حديث الساعة في المجالس، وقال الناس: «قرارات جابر قول بلا فعل، كحبر على ورق، لا يغير من الأمر شيئاً».