تمر الكرة البحرينية بمرحلة مهمة للغاية نحو الطريق لتحقيق حلم الاحتراف الذي يعمل عليه اتحاد الكرة حالياً ويحتاج لجهد كبير لاسيما أنها خطوة صعبة في ظل ترنح الأندية المحلية من الوضع المرير الذي تعيشه.

الأندية الغنية التي تمتلك استثمارات وبيدها جلب الرعاة لفرقها المحلية محدودة، وبالإمكان القول بأن هناك 3 أو 4 أندية فقط تسير على هذا النهج، أما الأندية الأخرى فحالها صعب على رغم امتلاكها أندية نموذجية لكن الاستثمار غائب عنها.

الدول الخليجية سبقتنا في خطوة الاحتراف، صحيح أنها عملت لسنوات طويلة قبل تطبيقه لكنها نجحت لدرجة كبيرة في استقطاب الشركات والمؤسسات لرعاية الدوري والأندية، فنلاحظ كيف دخلت على خارطة العالم، فإذا كانت هذه الدول اتخذت 10 خطوات لتطبيق الاحتراف فإننا في البحرين نحتاج لأكثر من 100 خطوة لتطبيقه وخصوصاً أن الشركات والمؤسسات غائبة تماماً عن رعاية الأندية.

أعتقد أن تشكيل لجنة الاحتراف باتحاد الكرة جاءت متأخرة، فكان من الأجدر أن يتحرك الاتحاد بتعيينها قبل عدة سنوات وخصوصاً أن الاتحاد الآسيوي طلب من البحرين تطبيقه في العام 2013، ففترة تشكيل اللجنة مع فترة التطبيق قصيرة جداً ولو رأينا الدول الخليجية فسنرى بأنها عملت لأكثر من 5 سنوات قبل السير على هذا النهج.

نقطة أخرى أود طرحها، هي البنية التحتية لملاعبنا، فعلى رغم أن هناك عددا من الأندية النموذجية دشنت في السنوات الماضية إلا أن إقامة المباريات عليها صعب ويحتاج لنظرة من جديد، ففي عالم الاحتراف نشاهد المباريات تقام ذهاباً وإياباً ويلعب الفريق مرة على أرضه وأخرى خارجه، فكيف ينظر الاتحاد لهذا الأمر وهل سيجعل بعض الأندية تلعب على ملاعبها ويغض النظر عن الأخرى!

صحيح أن اتحاد الكرة لديه نية بتطبيق الاحتراف، لكن المشكلة الأكبر في الأندية (المسكينة) التي تحتاج لرعاية واهتمام، فالبعض منها يسير على طريقة الاحتراف قبل إعلان اتحاد الكرة تطبيقه، والبعض الآخر يترنح ويصارع من أجل إنهاء الموسم بأسرع ما يمكن والسبب الإدارات (الميتة) التي ترى مصالحها الشخصية فوق مصالح المنشأة التي تعمل على نهوضها.

المشكلة التي ستواجه تطبيق الاحتراف حال الأندية التي عليها العمل على استقطاب الشركات والمؤسسات وربما يكون الخلل ليس فقط في الأندية إنما في الشركات أيضاً التي لا تنظر لتطوير الكرة البحرينية، فعلى المسئولين المبادرة والسعي وراء نهوض الأندية ومساعدتها حتى نخطو خطوة تطويرية وإحداث نقلة نوعية في عالم الاحتراف