قام الممثل الدائم للمملكة العربية السعودية السفير عبدالله يحيى المعلمي مع أشقائه مندوبي دول مجلس التعاون لدى الأمم المتحدة بنيويورك، بتسليم رسالة جماعية إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن تعبر عن التضامن والوقوف صفاً واحداً أمام ما تتعرض له دول مجلس التعاون من تحديات ومخاطر، وتأتي رداً على الرسالة التي بعث بها وزير خارجية إيران إلى مجلس الأمن، إذ أعرب السفراء عن رفضهم التام للرسالة التي لا تشكل تدخلاً سافراً في الشئون الداخلية لمملكة البحرين كعضو في الأمم المتحدة فحسب، ولكن في الشئون الداخلية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وانتهاكاً واضحاً لمبادئ عدم التدخل المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، فضلاً عن معظم المبادئ الأساسية لحسن الجوار والعلاقات الدولية والقانون الدولي.

وتشير رسالة المندوبين الدائمين لدول المجلس في الأمم المتحدة إلى أن صون أمن واستقرار الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، هو مسئولية جماعية تقوم على التكامل والتضامن واعتبار أن أمن واستقرار الدول الأعضاء في المجلس غير قابل للتجزئة وفقاً للمواثيق والاتفاقات الأمنية والدفاعية المشتركة ذات الصلة، ويعتبر أي تهديد يتعرض له أمن واستقرار أي دولة من دول المجلس بمثابة تهديد لأمن واستقرار جميع الدول الأعضاء في المجلس.

وفي هذا السياق، أوضح المندوبون الدائمون في نيويورك أن وجود قوات درع الجزيرة المشتركة، التي أنشئت في العام 1984 وتتألف من جميع الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية بما فيها البحرين، يستند إلى طلب سيادي من حكومة البحرين ولا يشكل بأي حال من الأحوال تدخلاً في هذا البلد، ويتفق هذا الوجود تماماً مع الاتفاقات الإقليمية بشأن الأمن الجماعي لبلدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وخصوصاً اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة في ديسمبر/ كانون الأول 2000، كما أن مهمة القوات المذكورة تقتصر على حماية الحدود والمنشآت البحرية والبنية التحتية الحيوية لمملكة البحرين.

وقال المندوبون الدائمون في رسالتهم: «إننا بصفتنا أعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية نفخر بما لنا من سجل في العلاقات السلمية مع أمم العالم كافة، ويؤسفنا أن نضطر إلى تذكير إيران بمبادئ حسن الجوار واحترام سيادة الدول الأخرى، وأن نطالبها مرة أخرى بأن تكف عن الترويج لمعلومات زائفة لا أساس لها، وعن التدخل في الشئون الداخلية لتلك الدول، ولذلك، فإنه سيكون من دواعي تقديرنا أن تغفلوا الرسالة المذكورة أعلاه الموجهة إليكم من إيران، وستواصل الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية العمل جنباً إلى جنب مع المجتمع الدولي لتعزيز وحماية السلام والأمن في المنطقة وحول العالم».

يذكر أن الرسالة صدرت في شكل وثيقة رسمية للجمعية العامة ومجلس الأمن، وتم تعميمها بالأمس على جميع الدول الأعضاء.