لا أدرى بأي عين كان ينظر أحد النواب إلى مسألة التجنيس السياسي التي كانت حديث الساعة يسيطر عليه طابع الاستهجان والاستنكار على مدى أكثر من اسبوع، بينما كان يراها نائبنا بأنها حق أصيل من حقوق «المخلصين» الذين «أحبوا هذا الشعب وحكامه».
وكأن النائب نظر إلى الحقيقة بعين واحدة، لا أدري إن كانت تعمدا أو بحسن نية، إذ لو دخلنا في النوايا لشككنا في نوايا سعادته حين تحدث عن «المخلصين والمحبين» وكأن الآخرين منهم على عكس ذلك، وإلا لم أشاد بتجنيس العشرات بل المئات من الآسيويين الذين لم يمض على وجود غالبيتهم في البحرين سوى نحو العام أو العامين. وبرأيي أنه لو توجه النائب إلى إدارة الهجرة والجوازات لاستطاع أن يرى بأم عينه وفود الآسيويين الذين توجهوا لاستصدار جوازاتهم التي لن يستطيعوا حتى قراءة أسمائهم المدونة فيها - بطبيعة الحال - لأنهم لا يفقهون العربية أصلا.
الغريب أن هذا النائب اعتبر ما يقوم به النواب الذين رصدوا حالات التجنيس بأنها «دعايات انتخابية» و«أصوات نشاز»، وليعذرني سعادته إذ إني لم أرَ وصفا لتصريحه حين نقلب وصفه للدعايات والأصوات ، سوى «دعايات نشاز» تهدف إلى الحصول على «أصوات انتخابية».
بدا واضحا أن سعادته يدعم هذا التجنيس بصورة بدت وكأنها «دعاية نشاز» للدعايات الانتخابية الأخرى، تهدف بالدرجة الأولى إلى الحصول على «الأصوات الانتخابية» التي سيفرزها التجنيس في دائرة سعادته الانتخابية
إقرأ أيضا لـ "أماني المسقطي"العدد 1455 - الأربعاء 30 أغسطس 2006م الموافق 05 شعبان 1427هـ