العدد 1455 - الأربعاء 30 أغسطس 2006م الموافق 05 شعبان 1427هـ

أنت رجل محظوظ... كما أردت

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

يقول الراحل الكبير «ما روعني شيء، كما روعني منظر الحياة وهي تراقص الموت على ذلك الايقاع المؤثر الذي لا تسمعه إلا مرة واحدة في العمر كله». وأقول عرفتك شجاعاً في الكتابة، كما عرفتك تخاف من الموت في كل ما تكتب. تلك فقط دلالة أنك في مخيلتي «بشر» مثلي، تخاف من الموت بالقدر الذي أخافه أنا.

ينقل القريبون منك، انك أطلقت ضحكاتك حين نلت جائزة نوبل للآداب منتشيا بالنصر، وقلت: «سيطلق الناس علي نجيب محظوظ بدل محفوظ»!، لعلهم لم يفعلوا ذلك بالسرعة التي كنت تتأملها، ولي أن أحاول إسعادك للحظات بأن أخيرك بأنك بالفعل رجل محظوظ، وفي الحقيقة أنت في كثير من الأشياء أكثر من محظوظ...!

أوغلت يا محفوظ في البساطة، والاقتراب من الناس، فصير بعض النخبة هذه البساطة سبة لك، وأحبها الناس منك، عرفت لمن تكتب يا أستاذي، لذا، أحبك من كتبت لهم، فلم يكن للنخبة إلا أن يأتوك بعد عليائهم صاغرين.

في «أولاد حارتنا» مسست «تابو» الدين، فلم يكن لحرية كلمتك إلا أن تتعرض للقمع والإغتيال، ولم تفلح حتى مصر نفسها في قمعك حين منعت روايتك من الطباعة، مرة أخرى أنت رجل محظوظ.

جائزة قوت القلوب الدمرداشية عن رواية «رادوبيس» العام 1943، ثم جائزة وزارة المعارف عن «كفاح طيبة»، وجائزة مجمع اللغة العربية العام 1946 عن «خان الخليلي»، وتوجت الجوائز المصرية بجائزة الدولة التقديرية في الاداب العام 1970، وجائزة مبارك أرفع الجوائز المصرية على الإطلاق، مرة ثالثة أنت رجل محظوظ.

كانت لك بالأمس صفحات وصفحات في شتى وكالات الأنباء العربية والأجنبية، رحل محفوظ المحظوظ أكثر ما تردد على ذهني عنك.

كان رحيلك يا أستاذي الحدث الأهم، احدهم كتب يقول انك أول - وربما - آخر أديب عربي ينال جائزة نوبل للآداب. لست محظوظاً فقط، لقد كنت استثنائياً بكل ما تحتوي العبارة من دلالة ومعنى.

رحمك الله من علم كبير غادرنا، وإنا لفقدك لممحزونون

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1455 - الأربعاء 30 أغسطس 2006م الموافق 05 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً