إن ادراك الشعوب القوية والمتكاتفة هي التي تساهم في بناء دول وحكومات محترمة وفاعلة! وهي التي تقرر نوعية الأفراد الذين يتزعمونها! وكلما كانت أكثر وعياً وتيقظاً لحقوقها السياسية والاجتماعية والثقافية! كلما برزت مكانتها في العالم وبين اشقائها من الدول، وأن أي تهاونٍ في كسب المطالب اليومية والحقوق والتعود على قبول التفاهات وتقبل الذلِ والهوان كلما ازدادت فرصنا في البقاء في اسفل الدرك وفي قاع الحضارة الإنسانية وتخلفت تكنولوجياً واجتماعياً... إلخ.
ولكن إذا ما ابتليت الشعوب بحكام ضعاف وغير قادرين على الوصول بشعوبهم إلى منافذ الحضارة المتقدمة!
اجد أنه حينها لابد على الشعوب ان تصعد دورها في الحركة لطلب المكاسب الحقيقية، من خلال المؤسسات الوطنية والجمعيات السياسية وحتى رجال الأعمال يجب أن يتحملوا المسئولية! وأكبر مثال على ذلك هو يهود العالم بعد أن قامت الحركة النازية في ألمانيا... وتم طردهم وتشريدهم منها ومن دول التحالف!
أصر اليهود وقبل أن تكون لهم أية دولة! على لم الشتاتْ وتكوين أول دولة صهيونية لهم... في قلب فلسطين! وطبعاً كل ذلك من خلال اتحاد اليهود في أميركا والدول الغربية ونجحوا في تكوين لوبي صهيوني لما لهم من نفوذ وقدرة مالية (رجال الأعمال والمصارف التي يتحكمون بها في العالم وانضم اليهم المحامون).
وبما انهم في وسائل الاعلام الكبرى الأميركية والغربية منتشرون بدأو بالضغوط الهائلة أولاً لتكوين دولة يهودية لهم... ومن ثم البت في الاضرار الناجمة عن ترحيلهم من ديارهم وقامت اللجان بتقسيم الاضرار إلى 1- اضرار تعويض الانفس (لمن فقدوا فرداً في العائلة). 2- الاضرار الجسدية من تشوهاتٍ أو أمراض. 3- الاضرار المادية لمن خسروا ممتلكاتهم نتيجة الترحيل. 4- وحتى الاضرار النفسية والمعنوية التي طالتهم طالبوا بتعويضها مادياً! ورصدت هذه الاضرار بما يقارب الستين مليار دولار وتم ذلك بعد أربع سنوات من انتهاء الحرب العام 1951 وبدأت التعويضات منذ ذلك الحين على شكل دفعات أولية كبيرة ثم على شكل رواتب شهرية تعطى لهم إلى يومنا هذا!... ممن هم اقارب للمتضررين! تصوروا قدراتهم على التنظيم والضغوط من خلال مواقعهم وثرواتهم في العالم... كيف هم تمكنوا من أخذ حقوقهم التي يشعرون انها لهم!
كما قاموا بتضخيم عدد المتضررين (ستة ملايين) وهم حينها لم يتجاوز عددهم في العالم اجمع ذلك العدد! وقاموا بتهويل حجم الخسائر وعمل ذكرى سنوية للهولوكست لتخليد ذكرى تعذيبهم في المحرقة النازية. وذلك لتذكير العالم بها وبمعاناتهم وبذا ترتفع التبرعات والاعانات ثانية وتزداد مساندة العالم لهم والبكاء عليهم... انظروا ماذا يعمل هؤلاء الجبناء المنظمون! وعلى رغم كره العالم لهذه الملة باتوا أكثر قوة في الدول التي يعيشونها حتى من شعوبها! منهم عرفوا كيف يتاجرون في العواطف شطارتهم في جمع المال!... ولنقارنهم بالعرب وبأعدادنا الهائلة وقدراتنا المالية الجبارة منهم 13 مليوناً فقط ونحن 332 مليون عربي هم لديهم دولة واحدة مغتصبة ونحن 22 دولة عربية نحن لم نتمكن من عمل ولو نخبة دولية واحدة لتعويض الاضرار عن الفلسطينيين! مع ان تهجير الفلسطينيين أرخ في فترة ترحيل اليهود نفسها
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 1455 - الأربعاء 30 أغسطس 2006م الموافق 05 شعبان 1427هـ