العنوان أعلاه هو ذاته الذي نشرته صحيفة «الأخبار» اللبنانية في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2008، عندما أعلن روبير مينار (مؤسس منظمة «مراسلون بلا حدود» ورئيسها لمدة 23 عاما) استقالته من المنظمة، وانتقاله لاحقا إلى العاصمة القطرية (الدوحة) لرئاسة مركز جديد أطلق عليه اسم «مركز الدوحة لحرية الإعلام».
وأمس، أصدر مينار بيانا مفاجئا معلنا استقالته من مركز الدوحة بعد أن توقف الدعم المالي الذي يتسلمه من الحكومة القطرية منذ أبريل/ نيسان الماضي، بحسب ما ورد في بيان للمركز. وكان المركز ذاته قد أصدر بيانا أمس الأول مهّد لإعلان الاستقالة، قال فيه إن المركز وصل إلى حالة «العجز». وأضاف البيان: «يستنكر مركز الدوحة لحرية الإعلام التنكيل الذي يمارسه جزء من إدارة البلاد بتأخيره تسديد قيمة الموازنة الكفيلة بأن تخوّله الاستمرار في مساعدة المحترفين الإعلاميين ووسائل الإعلام الواقعين في ضيقة».
وهذا يرجعنا إلى عنوان مقال صحيفة «الأخبار» العام الماضي، إذ إن المحارب الذي عرفته ساحات الصحافة العالمية لم يسترح العام الماضي عندما انتقل إلى الدوحة، بل إن البيانات المتتالية من الدوحة حملت شكواه إلى العالم، وهذا عكس ما كان يقوم به في باريس عندما كان ينشر شكاوى الآخرين إلى العالم.
مينار كان قد قال إلى «الأخبار» العام الماضي إنه «يجب أن تعرف كيف تغادر ومتى»، وكرر ما قاله للكثيرين، من أن «منظمة مراسلون بلا حدود» بأحسن أحوالها، على الصعيدين المادي والمعنوي، وأنه آن الأوان ليغادر منصبه ويسمح لآخرين بإدارة المشروع، وأن مغادرته للمنظمة لا تعني تركه للعمل الحقوقي من أجل حرية التعبير وحماية الصحافيين.
كنت قد التقيته مطلع العام الماضي عندما زار البحرين قبيل الاتفاق مع الحكومة القطرية لإنشاء المركز، وكانت زيارته للبحرين بدعوة من وزارة الإعلام بهدف تجسير العلاقات مع المنظمات الحقوقية، وكان يؤكد أن حماسه في عمله مستمر، وأنه كان ولايزال «راديكاليا» عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن حرية التعبير.
ذهب إلى قطر العام الماضي واستقر فيها معتقدا بأنها خير ختام لنضال دام سنوات طويلة، وأنه آن الآوان للراحة... غير أن بيان الأمس أوضح أن إعلان الاستراحة لم يحنْ وقته بعد.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2483 - الأربعاء 24 يونيو 2009م الموافق 01 رجب 1430هـ