حثت أمس منظمة العفو الدولية الأمم المتحدة على اتخاذ قرار عاجل للقيام بحماية المواطنين في إقليم دارفور من القوات السودانية، في وقت جدد فيه الرئيس السوداني رفضه لاستبدال القوات الإفريقية بقوات الأمم المتحدة.
ما الدافع الذي دعا كلاً من أميركا وبريطانيا لتقديم المقترح للأمم المتحدة؟ ألم يكفِ أن الحكومة السودانية وقعت اتفاق أبوجا للسلام؟ ومنذ ذلك الحين تراجعت نسبة الجرائم والمذابح في دارفور، فلم تصر أميركا وتواصل تعنتها قاصدة نشر قوات دولية في السودان؟
إن نشر القوات في السودان سيكون وصاية تامة عليها، وبالتالي قواعد أميركية جديدة في إفريقيا... فإلى أين ستؤدي هذه الطموحات الاستعمارية؟ وعند أي حد ستقف؟ فبينما تحاول أميركا أن تفرض سيطرتها نجد الحكومة وهي ترفض نشر هذه القوات وتطلب مهلاً لتأكيد وتثبيت الاستقرار في دارفور، ذلك كله ليس لعيون الشعب أو الأرض أو الحرية، بل خوف من محاكمات عسكرية قد تفرض على الحكام في السودان وخصوصاً على قادة الميليشيات. أي مستنقع هذا الذي يقع فيه دارفور؟ وأي دوامة تعصف بالشعب السوداني؟ هكذا خرج من دوامة الصراعات الداخلية ليقع في دوامة الجوع والفقر ومن ثم الكوارث الطبيعية. أما الآن فهو يتهاوى ويشك أن يقع في قبضة الظلم الاستكباري والاستعمار الأميركي.
ليت الحكومة تقف لتفكر ولو للحظة في الشعب والأرض بدل أن تفكر في المصالح والمخاوف الشخصية، لتقاوم وترفض وتبني وتحارب من أجل الشعب. وليت الشعب يعيش كشعب ويترك الصراعات العنصرية جانبا ولو لقليل لكي يتمكن من ردع الشر الأكبر (الاستعمار القادم)، لكيلا يعود إلى الاستعمار كما كان سابقاً
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1453 - الإثنين 28 أغسطس 2006م الموافق 03 شعبان 1427هـ