الكثير من العرب المعجبين بالأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله، وهم يعربون عن إعجابهم به في الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى كانوا يحلمون به زعيماً عربياً، أو كانوا يحلمون بزعيم عربي له من البأس والجرأة ما لهذا الرجل الذي أعاد إلى العرب والمسلمين ما ضيعوه من كرامة وعزة على مدى أعوام شبع فيها العرب والمسلمون استضعافاً وذلاً. وكوني أحد العرب الذين تابعوا الحوادث الأخيرة، وتلقفوا تصريحات نصرالله التي كانت الأهم باعتراف حتى الإسرائيليين خلال ما يزيد على الثلاثين يوماً، فإنني لن أحلم بزعيم عربي كنصرالله حتى لا أغرق في بحر من الطمع وأطبع، بل سأحلم بوزير إسكان عربي مثل نصرالله فقط.
بعد أقل من أربع وعشرين ساعة من انتهاء الحرب الطاحنة التي طحنت بنية لبنان التحية، ظهر السيدحسن نصرالله معلناً استعداده لإعادة بناء خمسة عشر ألف وحدة سكنية تهدمت أو تضررت بفعل العدوان على لبنان، كما أبدى استعداده لتأمين السكن والأثاث المناسبين لكل أصحاب تلك الوحدات المتضررة، إلى حين الانتهاء من إعادة بنائها! كل ذلك ونصرالله كان للتو خارجاً من حرب أحرقت الأخضر واليابس، ونحن لم تهدم بيوتنا بالصواريخ ولا القنابل العنقودية والذكية ولا حتى الغبية، ولم تتحول قرانا ومدننا إلى أكوام من التراب والحصي، بل نحن «في عافية من ذلك كله» إلا أن الواحد منا يحتاج إلى خمسة عشر عاماً حتى يحصل على وحدة سكنية من غرفتين ومطبخ وحمام
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1453 - الإثنين 28 أغسطس 2006م الموافق 03 شعبان 1427هـ