العدد 1453 - الإثنين 28 أغسطس 2006م الموافق 03 شعبان 1427هـ

أوروبا الأكثر غلاء في العالم

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بين الحين والآخر تصدر بعض المؤسسات المالية تقارير خاصة تستخدم فيها معايير معينة لقياس مستوى المعيشة أو بالأحرى مستوى الغلاء في مجموعة من العواصم التي يتم أيضاً ترشيحها وفقاً لمعايير محددة.

وحديثاً كشف تحقيق أنجزه اتحاد المصارف السويسرية )UBS(، أكبر مصارف الكنفدرالية، قارن فيه 71 مدينة حول العالم على أساس جملة من المعايير المرتبطة بالسلع والخدمات. ووجد التقرير أن أوسلو، ولندن، وكوبنهاغن، وزيورخ، وطوكيو وجنيف هي المدن الأغلى في العالم.

وقالت السيدة سيمون هوفر، التي شاركت في إنجاز الدراسة: «منذ إعداد الدراسة الأولى من هذا النوع العام 1971، كانت زيورخ وجنيف دائماً من بين المدن الـ 10 الأوائل، سواء أتعلق الأمر بالقدرة الشرائية أم الدخل الخام أم مستوى المعيشة».

ومقارنة مع التحقيق الأخير الذي أنجزه «اتحاد المصارف السويسرية» في العام 2003، طرأت تغييرات كثيرة على الترتيب، مع دخول العاصمة البريطانية واحتلالها المرتبة الثانية، وتراجع طوكيو من الصف الثاني إلى الخامس.

وعلى مستوى القدرة الشرائية، أي أجر الساعة الصافي مقسوماً على سعر البضائع والخدمات من دون احتساب الإيجار، تتصدر زيورخ وجنيف المرتبتين الأوليين، قبل دبلن ولوس أنجيليس. ويفسر المصرف هذه النتيجة بمستوى رواتب القطاع العام.

وخلافاً لعدد من الدول الصاعدة، إذ يتقاضى المعلمون وسائقو الحافلات رواتب منخفضة مقارنة مع مهن أخرى في القطاع الخاص، تضمن سويسرا والدول الاسكندينافية أجوراً جيدة لهذه المهن.

الغريب في الأمر أن الدراسة استخدمت وجبة «بيغ ماك» السريعة كمؤشر للقدرة الشرائية، بما أنه المنتج الذي يحضر بالطريقة نفسها وله المذاق نفسه في مختلف أنحاء العالم. ويجب العمل لمدة 35 دقيقة على الأقل، كمعدل عالمي، للتمكن من شراء هذا «الهامبورغر».

في زيورخ، تكفي 15 دقيقة من العمل لتذوق هذا السندويتش، و16 دقيقة في جنيف. وعلى أقصى طرفي الترتيب، نجد أن الساكن في بوغوتا الكولومبية يجب أن يعمل ساعة و37 دقيقة لشراء الـ «بيغ ماك»، بينما يكفي للمقيم في لوس أنجيليس الأميركية العمل لمدة 11 دقيقة.

ولإنجاز دراسة «أسعار وأجور» لعام 2006، اعتمد اتحاد المصارف السويسرية على جملة من المقاييس الموحدة تشتمل على 122 من السلع والخدمات في 71 مدينة. وأدمجت معها كلف الإيجار والسكن. وتبين أن مستوى المعيشة يظل الأغلى في كل من لندن ونيويورك. أما المدن الأقل غلاء فهي كوالا لامبور، وبومبي، وديلهي، وبوينوس أيريس.

وبحسب مؤلفي الدراسة، ترتبط التغييرات التي طرأت على الترتيب أيضاً بتذبذب سعر العملة. فبسبب انخفاض سعر الدولار الأميركي مقارنة مع العام 2003، فقدت مدينتا نيويورك وشيكاغو بعض الدرجات إذ باتت تحتلان، بالترتيب، المقعدين 7 و14 على التوالي.

في المقابل، ظلت بيكين (62) وشنغاي (60) ضمن المدن الأقل كلفة في العالم، على رغم انتعاش الظرف الاقتصادي في الصين، ويفسر ذلك بعدم تعرض العملة الوطنية، يـوان رنمينبي، لضغوط السوق.

عموماً، يظل مستوى المعيشة أكثر ارتفاعاً في أوروبا التي تضم 14 من المدن الـ 20 الأغلى في العالم. وفي أوروبا الغربية، يجب زيارة مدينة لويليانا، عاصمة سلوفينيا (المرتبة 44، لإيجاد الأسعار الأكثر انخفاضاً.

من ناحية الأجور، تسيطر أوروبا على الترتيب. وتـدفع أعلى الرواتب في كوبنهاغن، وأوسلو، وزيورخ وجنيف. فيما تحتل نيويورك المرتبة الخامسة، متبوعة بلندن، وشيكاغو، ودبلن، وفرانكفورت، وبروكسل.

لكن عند الأخذ بالاعتبار الأجور الصافية، تلاحظ دراسة اتحاد المصارف السويسرية أن ترتيب المدن الاسكندينافية والألمانية يتراجع بسبب ارتفاع الضرائب والتكاليف الاجتماعية فيها.

وفي أميركا الشمالية وأوروبا الغربية، يبلغ معدل الأجور في الساعة في 14 مهنة مرجعية 15 يورو خام. وفي المدن الآسيوية والشرق أوروبية، يتراوح معدل الأجور بين 3 و4 يورو خام فقط

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1453 - الإثنين 28 أغسطس 2006م الموافق 03 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً