حسناً فعلت جمعية الوفاق عندما صرحت أمس بأنها ليست ضد ترشيح النساء على قائمتها الانتخابية. فمشروع «تمكين المرأة» ينبغي ألا ينظر اليه بصورة سلبية، حتى لو كانت هناك ضغوط دولية في هذا الاتجاه، اذ ان ليس كل ما يأتي بضغط خارجي أمراً خاطئاً.
البعض قد يتبنى موضوع «تمكين المرأة» من أجل العلاقات العامة ومن أجل البهرجة والزينة التي تظهره أمام العالم الخارجي وكأنه ضمن الركب المتقدم. ولكن «الوفاق» ليست مضطرة الى ان تلعب في مجال العلاقات العامة بشأن موضوع المرأة. فجميعنا يعلم دور المرأة في النشاط القيادي على مختلف المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وآن الأوان لأن تدخل المرأة البرلمان عبر قائمة ودائرة مضمونة النجاح.
وفي اعتقادي ان فرص نجاح المرأة ستزيد فيما لو تبنت الاتجاهات الإسلامية نساء على قوائمها... ولدينا في البحرين «الوفاق» و«المنبر الإسلامي» و«الأصالة» ممن يتوقع ان يصل مرشحوها الى البرلمان لما لهذه الجمعيات من امتداد شعبي. كما نتوقع ان الاتجاه الليبرالي - اليساري المتحالف مع «الوفاق» بامكانه ان يوصل - على الأقل - امرأة واحدة الى المجلس النيابي فيما لو انعقد العزم على ذلك.
بالنسبة إلى جمعية الاصالة (اتجاه السلف داخل السنة) فقد أعلن مسئولوها بأنهم يتحفظون على دخول الرجل الى البرلمان، فكيف بالمرأة، ويشرحون موقفهم بان دخول رجال الأصالة انما لدرء «مفسدة أكبر» قد تحدث فيما لو لم يدخلوا الساحة النيابية. يبقى اذاً لدينا المنبر الإسلامي (الاخوان المسلمين) والوفاق (الاتجاه الرئيسي للشيعة)... ولذلك فإن على من يقول إنه ليس ضد حقوق المرأة في هذا المجال ان يثبت ذلك عبر تبني شخصية نسوية كفؤة وفي دائرة مضمونة النجاح، وخصوصاً ان هناك صعوبات ستواجه المرأة أثناء الحملة الانتخابية وليس من المعقول ان يرمى بها في دائرة صعبة يحتدم عليها التنافس.
سيكون من المؤسف ان ينتصر مجلس الشورى (المعين) على مجلس النواب (المنتخب) في تمكين المرأة، وربما ترسل الجمعيات السياسية الإسلامية الرسالة الخاطئة الى العالم من حولها إذا لم تعمل بجد واجتهاد لإيصال المرأة بشكل مشرف. المرأة ضحت كثيراً وتستحق ان تلعب دورها بصورة كاملة
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1453 - الإثنين 28 أغسطس 2006م الموافق 03 شعبان 1427هـ