قضيت وعلى غير عادتي إجازتي السنوية خارج ربوع الوطن، قضيت إجازتي في بلد أذهلني فيه اعتزازهم بلغتهم وصلت إلى وصفي لهم بأنهم شعب عنصري! استغربت من كل شيء رأيته طبيعياً لديهم ولم يكن بل إنه مازال في طور الحلم عندنا في البحرين.
وصلت مطارهم لأرى التوحد ليس في زي ملابسهم وحسب بل حتى في لغتهم كونهم من بلد واحد وليسوا من جنسيات وأعراق وقبائل مختلفة كما هو الحال عندنا! دخلت الفندق لأرى جميع العاملين من جنسيتهم ولم أر المواطن يعمل منظفاً ومديره هندي، أو أرى موظف الاستقبال مواطناً ومسئوله ومن بعده فلبيني أو بريطاني كما هو الحال عندنا.
زرت بلداً اختلفت على كون أخلاقهم توصف بالتعيسة في التعامل معنا كعرب، وأنا أعذرهم في هذا، فهذا نتاج ترسبات ومواقف أنظمتنا مع أنظمتهم التي أفرزت هذا. وهذا طبيعي، فصرت ابحث عن فروقات التعامل والتمييز بين شيعتهم وسنتهم لافاجأ بأن هذا المصطلح لا يوجد أساسا عندهم، والموجودون من مدير عام ومدير ومشرف وموظف من أعلاهم إلى أسفلهم هم مواطنون ويتم التعامل معهم كمواطنين وكفى.
زرت بلداً رأيت جميع أفراد شرطتهم ورجال مرورهم في طرقاتهم ومراكز شرطتهم من المواطنين ويتكلمون لغة واحدة توحدهم مثلما يوحدهم زيهم الرسمي الذي يلبسون وليس كما هو الحاصل عند دخولك أحد مراكز شرطتنا كونك تحتاج إلى مترجم يسير أمورك إذا لم تكن تتقن اللغة الآسيوية مثلاً!
لكن أطرف نكته هي ما رأيته عند وصولي مطار البحرين الدولي، ونزولنا إلى قاعة الوصول ليصرخ أحد السياح «إنه خطأ فادح... إنه خطأ فادح... فأنا أريد أن اتجه إلى مملكة البحرين لقضاء إجازتي... وبالخطأ ركبت طائرة متجهة إلى الهند!» فأخذته إلى زاوية الصالة وجلست معه أقنعه ولمدة أكثر من نصف ساعة بأن البلد الذي يقصده صحيح، وهذه إحدى مميزات بلدنا البحرين
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1452 - الأحد 27 أغسطس 2006م الموافق 02 شعبان 1427هـ