لم يبق سوى القليل من العام 2006 وأتمنى أن تكونوا قد أنجزتم معظم أهدافكم و ومشروعاتكم التي خططتم لها قبل عام. وكأن الأيام طارت في لمح البصر، ها نحن نقترب مرة أخرى من الربع الأخير من العام الجاري.

وبما أن شهر رمضان الكريم سيقلل من ساعات العمل للكثير من الشركات، يمكن القول بأنه لم يبق إلا القليل من الوقت الإنتاجي لهذا العام. ولهذا السبب على مديري الأقسام والشركات أن يراجعوا الموازنة، وأن يحاولوا منع أي نقص قد يحدث. وعلى الموظفين أن يبدوا استعدادهم لتلبية الطلبات المستعجلة و محاولة مساعدة شركتهم في إكمال المشروعات المتبقية.

وفي هذه الفترة أيضاً يقام وضع الأهداف والخطط للسنة المقبلة. ويتطلب هذا موافقة عدة جهات في الشركة، من قسم التسويق إلى قسم التمويل و الأقسام الأخرى. وهذه فرصة لمديري الأقسام المختلفة لتبرير زيادة عدد موظفيهم للعام المقبل أو تزكية مشروع جديد لقسمهم.

وحتى لا ننسى أو نسهى، لنعلم بأن سنة 2007 لن تكون أسهل من 2006. فالمنافسة تزداد يوماً بعد يوم. ومن يعتمد فقط على إنجازات الماضي سيجد نفسه في موقف حرج عندما تزاحمه ليس فقط الشركة الجديدة، السريعة، الصغيرة وربما الأذكى، بل أيضاً شركات الدول المجاورة و تلك التي تمتد لكل العالم عبر الانترنت.

فعلى الشركات التي حقاً ترغب في الاستمرار والنمو أن تبادر إلى توظيف أفضل عقولها لوضع أساليب إدارة وتمويل جديدة وإيجاد منافذ تجارية غير التقليدية. فالتيار التقني والتسويقي دائماً مستمر، ولا يمكن حتى لشركة صلبة كالحديد أن تصمد أمامه، فمع الوقت هي أيضاً ستتدهور إذا لم تتغير وتتأقلم.

أما للموظفين الذين يسعون للأفضل، فعليهم أن يصارحوا رؤساءهم و إبراز اهتمامهم بمستقبل الشركة ومستقبلهم. فلا جدوى من السكوت وعدم السعي إلى الترقية. لكن يجب أن يكون لديك موقفاً واضحاً وهو لماذا يجب ترقيتك أو زيادة علاوتك؟ هل قدمت فوق ما يتطلبه المنصب؟ أم أنت مجرد تتوقع الترقية لأنك تأتي للمكتب كل صباح؟ وعليك أن تضع موقف الشركة و حجمها و ما تواجهه في الاعتبار قبل أن تسأل عن المزيد.

عادة ما تعتبر بداية السنة للكثير من الشركات بداية سنة مالية جديدة. لكن هي أيضاً بداية جديدة، صفحة بيضاء لكل فرد عامل في الشركة و للشركة بأكملها. فلنأخذ هذه الفرصة لنعيد النظر و نراجع ميولنا و أهدافنا حتى لا نتعثر و نرتكب الأخطاء نفسها التي قد ارتكبناها هذا العام. ولنعلم بأن المستقبل مشرق ما دمنا نحن مستعدون له