أكد أمين عام وزارة الصناعة والتجارة منتصر العقلة والذي يترأس الوفد الاردني الى اجتماعات الدورة الثامنة للجنة الاردنية الهندية المشتركة التي اختتمت اعمالها في نيودلهي الأربعاء الماضي 23 أغسطس/ آب ان العلاقات الاقتصادية بين الاردن والهند ستشهد تطوراً كبيراً خلال الفترة المقبلة، وذلك في ضوء الرغبة الجادة من قبل البلدين في زيادة مستوى التعاون في المجالات كافة والاستفادة من الامكانات المتوافرة لديهما لخدمة المصالح المشتركة.
واضاف العقلة ان الاردن ممثلاً بشركة البوتاس، والهند ابرمتا على هامش انعقاد اجتماعات اللجنة المشتركة صفقة بقيمة 130 مليون دولار وذلك لتوريد منتجات الاسمدة للجانب الهندي لتغطية احتياجاته الزراعية وقد تمت المطالبة بزيادة حصة منتجات الاردن من الاسمدة في السوق الهندية.
لكن من جانب آخر أشار العقلة إلى ان شركات هندية كبرى ابدت رغبتها في الاستفادة من المناخ الاستثماري الذي يتمتع به الاردن والذي يعد منطقة واعدة للاستثمار في المنطقة إذ اعرب الجانب الهندي خلال اجتماعات اللجنة المشتركة عن رغبته في إقامة شراكات استثمارية مع شركتي البوتاس والفوسفات بهدف تغطية احتياجات الهند من الاسمدة عبر تصنيعها في الاردن وتصديرها ومجالات اخرى اقترحها الجانب الهندي مثل توريد الاليات والتكنولوجيا الخاصة بالتعدين وتطوير البنية التحتية لخط سكة الحديد من مناجم الشيدية الى ميناء العقبة وانشاء محطات الطاقة.
من بين الشركات الهندية التي أبدت رغبتها في الاستثمار وفقاً لتصريحات العقلة، هي شركة Maruti Udyog- Suzuki التي تملك أكبر مصنع للسيارات في الهند والتي وعدت بتنظيم زيارة قريبة لممثلي الشركة الى الاردن للاطلاع على البيئة الاستثمارية ودراسة امكان الاستفادة من الفرص المتاحة وانشاء مصنع لتجميع السيارات في المرحلة الاولى يليها مصنع سيارات متكامل في الاردن.
ولم تغب شركة TATA أكبر شركة هندية من حيث حجم اعمالها، وبالذات في مجال تصنيع السيارات وتكنولوجيا المعلومات والخدمات السياحية والاستثمارية إذ التق رئيسها مع العقلة مؤكداً اهتمام شركته وتطلعها للاستثمار في الاردن ولذلك سيتم ايفاد فريق متخصص لتحديد الفرص التي يمكن لشركةTATA الاستثمار فيها في الاردن.
وناقشت اللجنة المشتركة التي ستعقد دورتها في عمان بداية العام 2008 موضوعات اخرى من بينها دعوة الجانب الهندي للاستثمار بالاردن في مجال تكنولوجيا المعلومات وانشاء مراكز تدريب في مجال تكنولوجيا المعلومات ومراكز اتصال Call Centers وكذلك في مجال السياحة العلاجية وقطع السيارات والالبسة والمنسوجات والصناعات الدوائية كما تم بحث التعاون في مجال النقل الجوي والبحري والسككي والتعاون في مجال الصحة والزراعة وتطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة.
قراءة متأنية في أنشطة الزيارة ونتائجها يستطيع أن يرى توجه الاستثمارات الهندية في الساحة الأردنية. فالاستثمار سينصب أساساً في مجالات صناعة الخدمات وتقنيات المعلومات، وهما صناعة متكاملة في اقتصادات المعرفة المستقبلية. وأن دل ذلك على شيء فإنما يدل على الأمور الرئيسة الآتية:
1. تطور صناعة المعلومات الهندية إلى المستوى الذي بوسعها خوض معارك التنافس في الأسواق الدولية.
2. توسع الصناعة الهندية خارج أسواقها التقليدية العربية على الصعيدين: البشري والجغرافي، فلم تعد الهند دولة اليد العاملة الرخيصة فقط، كما أنها لم تعد محصورة في الأسواق الخليجية فحسب.
لكن الاهم من ذلك كله، ان منطق السوق الذي سيحكم العلاقة بين البلدين يقول، أنه مقابل المادة الخام الأردني والتي هي الفوسفات، ستصدر الهند كل ماورد في تصريحات عقلة من صناعات وخدمات. ولن نستغرب إذا وجدنا بعد فترة أن الأردن تستورد مصنوعات أساسها الفوسفات الأردني، لكن بعد معالجته وتحميله قيمة مضافة، تبرر إعادة تصديره بعد رفع ثمنه
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1452 - الأحد 27 أغسطس 2006م الموافق 02 شعبان 1427هـ