العدد 1451 - السبت 26 أغسطس 2006م الموافق 01 شعبان 1427هـ

منتدى المستقبل

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

أي «منتدى مستقبل» تتحدث عنه دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد ما جرى من نتائج أطلت بالوجه غير الإنساني لإدارة المحافظين الجدد في واشنطن، إلى إسقاطات حكومة إيهود أولمرت في حرب الثلاثة والثلاثين يوماً ضد الشقيق لبنان؟

بعض الأطراف مازالت تحاول التكفير عن ذنوبها بسبب مواقفها المخجلة من خلال الإعلان عن حملات التبرع لمساعدة منكوبي وضحايا الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان، وبعض الأطراف الأخرى تطل علينا لتتحدث عن منتدى للمستقبل، من دون أن نعرف أي مستقبل نتحدث عنه مع شرعنة العدوان على لبنان والوقوف إلى جانب الاعتداءات الصارخة لكل ما يمت إلى الضمير الإنساني بصلة؟

ماذا سيقول وزراء الحكومات العربية التي ربما تحضر «منتدى المستقبل» في مطلع ديسمبر/ كانون الأول المقبل في الأردن؟ هل سيتجاهلون جرائم «إسرائيل» ضد اللبنانيين خلال اجتماعهم مع نظرائهم في مجموعة دول الثماني الصناعية الكبرى؟ أين هؤلاء الذين مازالوا يتحدثون عن ترسيخ مبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في المنطقة؟

إن سياسة القائمين على مشروع «منتدى المستقبل» الذي تحمس له الكثيرون في البداية غير مشرفة، ومشروع المنتدى يجده مراقبون كثيرون أنه ولداً ميتاً، ولذلك فإن عقد مؤتمر ثالث للمنتدى في العاصمة الأردنية في ديسمبر المقبل لن يغير الصورة التي ترسخت عن المعايير المزدوجة في كل النواحي.

لقد عودتنا الكثير من حكومات المنطقة العربية على هزلية مواقفها وتصريحاتها، ومن المتوقع أن يتكرر الموقف الهزيل أثناء انعقاد المنتدى بمشاركة نحو 35 وزير خارجية غالبيتهم عرب، وربما أنهم سيتباحثون بشأن آلية عمل مؤسسة المستقبل التى أعلن المنتدى تأسيسها في دورته الثانية في المنامة العام الماضي وأهداف المؤسسة وإيجاد مقر دائم لها في دول المنطقة، ولكنهم لن يتطرقوا إلى جذور المشكلة التي أدت إلى انتشار الدكتاتورية في منطقتنا، ولن يقدموا حلاً يذكر في مجال دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان؛ لأنها ببساطة تتعارض ومصالح القائمين على المنتدى.

ليس هذا فحسب فالجميع مدعوون كما كان في منتدى المنامة من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والصحافيين إلى مناقشة أمور تتعلق بالتنمية والديمقراطية والتعليم، وإلى تمكين وتعزيز دور المرأة في المجتمع وتعزيز الشفافية ومحاربة الفساد ونشر مبادئ احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، من خلال جلسات يشارك فيها الجميع... ولكن كيف يكون ذلك والبيئة الاقليمية قائمة على أساس ظالم ومجحف بحق شعوب المنطقة؟

ربما أن هناك سياستين، إحداهما وهمية وهي للاستهلاك الإعلامي وتسويق الشعارات الجميلة، وأخرى حقيقية كشفت عن جانب من وجهها من خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1451 - السبت 26 أغسطس 2006م الموافق 01 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً