الأوضاع المالية لشركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو) أكثر من رائعة، الأمر الذي لا يستدعي أن تقوم الشركة بأي حال من الأحوال باتخاذ خطوات غير مرحب بها مثل رفع قيمة كلفة استخدام الانترنت.
فقد تمكنت بتلكو من تحقيق أرباح صافية قدرها 47,5 مليون دينار (أي أكثر من 125 مليون دولار) في النصف الأول من السنة الجارية. ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 11 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ولغرض المقارنة ليس أكثر، حقق بنك البحرين الوطني ربحاً صافياً مقداره 18 مليون ونصف المليون دينار (نحو 49 مليون دولار) في النصف الثاني من العام الجاري.
في التفاصيل بلغت قيمة إيرادات «بتلكو» بما فيها المبيعات أكثر من 106 ملايين دينار في النصف الأول من العام 2006. بالمقابل قدرت الشركة المصروفات التشغيلية والإدارية بنحو 63 مليون دينار. لكن يلاحظ أن كلفة الموظفين لم تتجاوز 15 مليون ونصف المليون دينار أي نحو ربع مصروفات التشغيل. ولوحظ أن الشركة دفعت نحو 12,7 مليون دينار لهيئات الاتصالات داخل البحرين وخارجها.
شراء «أمنية»
ولطالما الحديث عن استثمارات الشركة خارج البحرين، قامت «بتلكو» في نهاية شهر يونيو/ حزيران بشراء 96 في المئة من أسهم شركة «أمنية» للهواتف النقالة في الأردن. ونقلت تقارير من الأردن أن سعر الشراء مبالغ فيه إذ بلغ 415 مليون دولار. المشهور أن شركة «أمنية» تسيطر على 13 في المئة فقط من سوق الهواتف النقالة في الأردن. وأعلن حديثاً أن «بتلكو» قد استوفت جميع الشروط المتعلقة لممارسة النشاط التجاري في الأردن.
وكانت «بتلكو» قد قامت بعملية الشراء مستفيدة من الأرصدة التي تحتفظ بها لدى المصارف من دون اللجوء للاقتراض. يبقى أن الاقتصاد البحريني سيخسر بسبب خروج أموال من البحرين إلى الأردن. وجاءت خطوة شراء شركة «أمنية» تنفيذاً لخطة استراتيجية تهدف إلى حصول «بتلكو» على 30 من إيراداتها من وحداتها العاملة خارج البحرين. يذكر أنه، لم تحقق «بتلكو» نجاحاً يذكر في استثماراتها في كل من السعودية ومصر. كما أنها فشلت في الحصول على موطئ قدم لها في عمان وإيران.
بعض المقترحات
حقيقة القول يمثل تحقيق «بتلكو» زيادة بنسبة 11 في المئة في صافي أرباحها دليلاً ملموساً على قدرة الشركة في التأقلم مع المنافسة بل الاستفادة منها وفي ذلك إشارة إلى دخول شركة «ام. تي. سي فودافون» سوق خدمات الهاتف الناقل. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن المنافسة تفيد ولا تضر.
وفي هذه العجالة نقترح بعض الأمور الآتية على «بتلكو». نرى من المناسب أن تشارك الشركة زبائنها هذه النتائج الطيبة بتقديمها خصومات أو برامج ذات قيمة. قبل عدة سنوات احتفلت «بتلكو» على طريقتها الخاصة عندما حققت نتائج مالية متميزة إذ قامت بمنح خصم قدره 10 دنانير لزبائنها. لا يفوت على بتلكو أن كلفة الاتصالات تضيف إلى الأعباء المالية للمواطنين.
كما نرى من المناسب أن تقوم الشركة بتوظيف المزيد من البحرينيين نظراً لضآلة مصروفات الموظفين (والتي بدورها مثلت نحو ربع المصروفات التشغيلية). لا في شك أن هذا المطلب واقعي نظراً لأن الأوضاع المالية للشركة تسمح لها المساهمة في التخفيف من أزمة البطالة التي تعاني منها البحرين. فمازال هناك 14 ألف مواطن بحريني من دون وظيفة. نقول ذلك مع يقننا بأن «بتلكو» (والتي تمتلك الحكومة أكبر حصة فيها) سوف لن تدخر جهدا في خدمة اقتصادنا الوطني. تمنياتنا للشركة المزيد من التوفيق لأن نجاحها يعتبر امتداداً لنجاح الاقتصاد البحريني
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1451 - السبت 26 أغسطس 2006م الموافق 01 شعبان 1427هـ