أفادت تقارير صحافية أمس أن «إسرائيل» قد تقوم بتحرك عسكري منفرد ضد إيران على خلفية ملفها النووي. هذا، ويقول بعض كبار المسئولين إنه أصبح واضحاً أن «إسرائيل» «قد تضطر إلى الذهاب لوحدها» في مهمة «وقف إيران النووية».
تثير هذه التصريحات أسئلة عدة، فهل يمكن للقوة - التي من المفترض أن تكون الأقوى في المنطقة والتي هزمت خلال شهر واحد فقط من قبل حزب الله الذي لا يملك نصف إمكاناتها العسكرية وتمويلها المالي - أن تهزم أو على الأقل أن تؤثر ولو قليلاً على قوة طهران؟ هذا ضرب من المستحيل فـ «إسرائيل» بما تملك وباستنفار كلي لم تتمكن من أن تمس حزب الله (الذي سمته بعض الصحف بـ «إيران المصغرة»). هذا، وهي التي توصف بالقوة العظمى في المنطقة، فكيف لها أن تلحق الهزيمة بإيران؟
ومن جانب المساحة فلننظر إلى الفارق بين البلدين وسنرى أن مساحة «إسرائيل» بأكملها لا تشكل شيئاً بالنسبة إلى إيران. فيمكن لإيران أن تمطرها بالصواريخ وخصوصاً أن سورية وحزب الله في صفها، وإن كانت أي دولة أخرى ستقف في صف «إسرائيلي» فلن تتمكن من ردع جيش فدائيي الثورة الإسلامية في إيران.
فكيف لها أن تفكر حتى أن تخوض حرباً مكتوباً لها الفشل فيها؟ هل ظنت «إسرائيل» أن أميركا ستتمكن من انتشالها من براثم طهران إن انقضت عليها؟ لا يمكن، فأميركا أول مجهد من الحروب وخصوصاً أن جنودها منهكون من حرب أفغانستان والعراق فمن المستحيل أن تتمكن من إنقاذ شعرة منها إذا أثير غضب طهران.
فأي سذاجة تدفع بعض المسئولين الإسرائيليين لأن يصرحوا بمثل هذا القول؟ أوليس من «الغباء» التفكير في مثل هذه الحرب؟
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1449 - الخميس 24 أغسطس 2006م الموافق 29 رجب 1427هـ