انتصرت المقاومة على «إسرائيل» باعتراف الإسرائيليين أنفسهم، ولكن الانتصار يستدعي حركة سياسية وإعمارية واجتماعية ودبلوماسية مواكبة له، وهو الأمر الذي لم تتحرك فيه الدولة اللبنانية على النحو المطلوب ولم تتحمل مسئولياتها تجاه مواطنيها، وكذلك لجهة رد الهجمة السياسية والدبلوماسية المعاكسة في وقت يتعرض فيه لبنان لحملة تهويل إسرائيلية وأميركية تعمل بعض الشخصيات الدولية على تغطيتها وتبنيها في محاولة لفرض شروط جديدة على لبنان للتخفيف من وهج الانتصار داخلياً ولمنعه من الامتداد إلى الساحات العربية والإسلامية من دون أن نلمس وقفة جدية من المسئولين في الحكومة لرد هذه المحاولات، الأمر الذي يثير الاستغراب من جهة، ويبعث على السؤال من جهة ثانية عما إذا كانت الدولة تتبنى منطق الهزيمة من حيث سكوتها وصمتها وعدم مبادرتها، وصولاً إلى محاولات البعض فيها تحويل الانتصار إلى هزيمة.
إن هناك في الساحة العربية من يعمل لحساب «إسرائيل» عندما يشارك في الحصار المفروض على لبنان، والا كيف يمكن ان تفسروا الدور الذي تقوم به السلطات الأردنية في هذا المجال؟
إن خوف البعض في الساحة العربية من انعكاس صورة الانتصار اللبناني في واقعهم، ربما دفعهم إلى لعب دور الشرطي الأمني لحساب «إسرائيل».
كيف ينظر البعض في لبنان إلى سلاح المقاومة كمشكلة تحول بين الدولة وسيادتها، ولا ينظر إلى خطورة الحصار المفروض على لبنان بما يمثل من إساءة كبرى للبلد ومن اعتداء على سيادته واستقلاله، ومن محاولة لدفعه إلى التخلي عن أبسط شروط الكرامة والحرية والسيادة.
إن سلاح المقاومة كان رد فعل على القصف الإسرائيلي وعلى العدوان الإسرائيلي الذي دمر البيوت على رؤوس أهلها في أكثر من بلد، لاسيما في قانا، وفي ملاحقة طائرات العدو للمدنيين في سياراتهم وأماكن تسوقهم ومواقع عملهم، أما سلاح «إسرائيل» فهو السلاح البربري الهمجي الذي انطلق ليصنع نموذجاً فريداً من الوحشية في عملية حقد وانتقام وهيبة من الناس التي رفضت النيل من المقاومة وأثبتت أنها تملك من الأصالة والكرامة وإرادة الصمود ما يؤهلها لتكون نموذجاً راقياً على مستوى الأمة.
إن الدعوة إلى نزع سلاح المقاومة لا يمكن النظر إليها إلا من زاوية العمل لإضعاف موقع القوة بين الجيش والمقاومة بطريقة وبأخرى، ليستمر الجيش في حركته المناهضة للاحتلال ولتستمر المقاومة في دورها وفي تسهيل حركة الجيش بما يمنع العدو من اختراق الساحة الداخلية في أي وقت من الأوقات، وخصوصاً أن العدو الإسرائيلي يتحدث عن جولات عدوانية قادمة ويصر على عدم تقبل نتائج المعركة وما أفضت إليه من اندحار لقواته ومن انكساره على أكثر من مستوى.
إن المقاومة لم تفكر في أي يوم من الأيام في أن تكون بديلاً عن الجيش أو أن تعارضه أو أن تكون دولة في داخل الدولة، وهذا يفرض على الجميع أن يقدروا مستوى المسئولية الوطنية الذي تتحرك فيه المقاومة وأن يتحركوا مجدداً نحو استكمال الحوار الداخلي بدلاً من حملات التخوين والتراشق بالاتهامات السياسية.
أريد أن أسأل الرئيس الأميركي الذي يتحدث عن حقوق الإنسان: هل إن حصار «إسرائيل» للمرافئ اللبنانية والمطار ومنعها اللبنانيين من تأمين حاجياتهم الضرورية وخصوصاً مصادر الطاقة، يتماشى مع حقوق الإنسان؟ وإذا كان من حقا «إسرائيل» أن تدافع عن نفسها كما تزعم، أفلا يحقّ للبنانيين أن يدافعوا عن أنفسهم في ظل الخروقات الإسرائيلية المتواصلة للقرار 1701؟
المشكلة فيك يا من ترأس أميركا وهي أنك مسكون بالسقوط أمام «إسرائيل» ولست مسكوناً بالانفتاح على الإنسان في العالم؛ لأنك لست إنسانياً ومشكلتك في من حولك ممن يزينون لك دعم الظلم الأميركي في شكل مطلق لتقود العالم إلى الدمار والخراب في حروب تسميها استباقية وهي حروب إرهابية تمثال الجنون كله والجريمة كلها
إقرأ أيضا لـ "السيد محمد حسين فضل الله"العدد 1449 - الخميس 24 أغسطس 2006م الموافق 29 رجب 1427هـ