العدد 1449 - الخميس 24 أغسطس 2006م الموافق 29 رجب 1427هـ

دع صورتك تتحدث... واترك الباقي لـ «الفوتوشوب» وعلامات الجودة!

المترشحون والمترشحات يبحثون عن الأيدي السحرية

ينشغل أصحاب مكاتب العلاقات العامة والطباعة والمؤسسات الإعلانية هذه الأيام بتقديم عروض مغرية للغاية للراغبين في الترشح للانتخابات البلدية والنيابية، وأصبح المندوبون يتصلون مباشرة بالمترشح أو المترشحة حالما تنشر الصحف خبراً عن إعلان «فلان أو فلانة» العزم على دخول المعترك الانتخابي.

ويصرح عبدالمنعم حميد الذي يدير مع مجموعة من أشقائه مؤسسة للإعلانات بأن موسم الانتخابات أصبح في حكم النشط مع وجود أعداد لا بأس بها من الراغبين والراغبات في الترشح، ولا يبدو الوضع سيئاً للغاية، فالعروض التي تقدمها المكاتب الإعلانية تستقطب الراغبين وخصوصاً مع تقديم نماذج من الكتيبات والملصقات والأدوات الإعلانية الأخرى كالأكواب والأقلام والقبعات والأقمصة، فتلك الأدوات التي ستوزع قطعاً على الناخبين من أبناء الدائرة ستجعل من المترشحين والمترشحات أناساً معروفين، وربما كان لتلك الهدايا الأثر في اصطياد عدد من الأصوات وإن قل عددها، فالصوت الأبيض يعتبر - تماماً - كما القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود!

وفي زاوية من زوايا مكتب للإعلانات، يجلس أحد المترشحين المعروفين بالقرب من المصمم لاختيار الألوان والتصاميم وتوزيع المعلومات على صفحة الحاسب الآلي، والاتفاق على شكل الصورة والطباعة الفاخرة للكتيبات والملصقات التي تتطلب حتماً أيادي سحرية ماهرة تنتج مطبوعات جميلة زاهية تعكس شخصية المترشح أو المترشحة، فيما يرشد المصمم نفسه المترشح بالقول: «لا تهتم للصورة... دع صورتك تتحدث عن شخصيتك الحقيقية، واترك الباقي للفوتوشوب وعلامات الجودة وأصولها في برنامجك الانتخابي الذي سيكون حجر الزاوية لاستقطاب العدد الأكبر من أصوات الناخبين».

وبدأت بعض المكاتب في إرسال رسائل نصية الى المترشحين والمترشحات تقدم لهم فيها العروض، بدءًا من إصدار البطاقات الصغيرة التي تحمل صور المترشحين وشعاراتهم ودوائرهم وموجزاً عن أهم النقاط التي يشملها برنامجهم الانتخابي، انتهاءً بالإشراف على الحملة الانتخابية من ألفها الى يائها.

وبحسب قول أحد أصحاب المكاتب الإعلانية، فإن طلبات إصدار المطبوعات الخاصة بالحملات الانتخابية تشهد نشاطاً قوياً هذه الأيام، ولا يقتصر الأمر على ما تقدمه تلك المكاتب من عروض، بل يأتي المترشح أو المترشحة ببنات أفكارهم المتعلقة بنوعية الكتيبات والملصقات التي يريدونها وكذلك الاستعانة بأهل اللغة العربية وذوي الفن والمهارة في الصياغة لكتابة نصوص بالغة الدقة والتأثير، حتى ان البعض يفضل كثيراً الاستعانة بنصوص من الحديث النبوي الشريف لإعطاء انطباع عن المامهم ودرايتهم بتأثير ذلك الموروث المقدس في نفوس الناخبين.

مترشح آخر كان يعاين تصميم الملصق الانتخابي الخاص به، وقد بدت صورته الحديثة واضحة ولكنه كان يتشاور مع المصمم بشأن ما إذا كانت الصورة بالغترة والعقال أفضل أم بالجاكيت الأنيق وربطة العنق المشجرة!

وأكثر ما يضايق المصممين الحاح بعض المترشحين والمترشحات على حشو الكتيبات بآلاف الكلمات والعبارات التي لا يمكن حصرها في كتيب انتخابي، بل تتطلب صفحة على شبكة الإنترنت بخيارات متعددة للانتقال من مكان الى آخر، فالبعض يعتقد أن الكتيب الانتخابي «سلاح مؤثر»، ويجب أن يكون قوياً حتى لو أصاب الناخب بمقتل، إما من شدة الضحك على محتوى البرنامج، أو بسبب «المشروعات الضخمة غير القابلة للتنفيذ»

العدد 1449 - الخميس 24 أغسطس 2006م الموافق 29 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً