العدد 1449 - الخميس 24 أغسطس 2006م الموافق 29 رجب 1427هـ

«عبادي» ينشئ سفينة نوح في سار

حبه للزواحف والحيوانات طغى على كل شيء

تخلى عن كل شيء: وظيفته العسكرية، كراجه الخاص لتصليح وصباغة السيارات، حتى الزواج عزف عنه لسبب واحد... حبه للزواحف والحيوانات المختلفة.

يقول وهو يجلس على أحد المقاعد في صدر اسطبله الذي تحول إلى ما يشبه سفينة نوح: «إن حب الحيوانات وتربيتها لم يترك لي الوقت لا إلى الزواج أو العمل فأنا أحضر يومياً في الاسطبل منذ الساعة السابعة صباحاً وحتى الحادية عشرة ليلاً، فالحيوانات تحتاج إلى عناية خاصة وصبر كبير لا يتحمله إلا من عشق هذا النوع من الهوايات المكلفة مادياً والتي تحتاج إلى تفرغ كامل».

عبدالله العبيدلي أو «عبادي» كما هو مشهور بين أوساط اسطبلات الخيل في منطقة سار يستأجر اسطبلاً صغيراً حوّله إلى ما يشبه حديقة الحيوان فهو يجمع كل ما يستطيع الحصول عليه أو شراءه من حيوانات، ومن بين الحيوانات التي يملكها أربعة تماسيح اثنان منها يقول إنهما الأكبر في البحرين وأفعى من نوع «افريكان بايثون» يصل طولها إلى مترين ونصف المتر ومجموعة من الغزلان المختلفة ومجموعة صقور وسلاحف برية نادرة وقنفذ ونمس وايغوانا وزواحف مختلفة وطيور وقرود وخيول، إذ يصل مجموع ما لديه من أنواع الحيوانات إلى 100 نوع بحسب تقديره.

سفينة نوح

حوش الاسطبل تحول إلى ما يشبه «سفينة نوح»، فمختلف الحيوانات الأليفة من كلاب وقطط ودواجن وخراف ترعى بلا قيود وهي لا تحفل بالأنواع الأخرى ولا تتشاجر معها وإنما تعيش في ألفة، فلا الكلب يعتدي على القط ولا القط يحاول افتراس صغار الطيور، وحتى الخيول والغزلان لا تخاف التماسيح التي تفصل بينها بضعة أمتار وجدار فاصل.

يقول عبدالله: «لقد بدأت عندي هواية جمع الحيوانات قبل نحو 16 عاماً، إذ كان لدي وقتها حصان واحد وكلب كنت أحتفظ بهما في اسطبل أحد الأصدقاء، وبعد فترة قمت بشراء تمساحين وبعدها ثعبان وعدد من الكلاب، وعندما ازداد عدد الحيوانات التي أمتلكها فضلت استئجار اسطبل خاص، إذ إن المكان بدأ يضيق ولا يتسع لعدد أكبر من الحيوانات».

ويضيف «في البدء كان الأمر لا يتعدى الهواية ولم أكن أبيع أياً من الحيوانات التي أملكها، ولكن مع مرور الوقت اضطررت إلى بيع عدد منها كي أتمكن من إطعام الحيوانات ودفع إيجار المكان وشيئاً فشيئاً تحوّلت الهواية إلى عمل ومصدر رزق إذ أقوم الآن باستيراد أنواع من الحيوانات من الخارج ومن ثم بيعها، ففي العام الماضي قمت باستيراد ما يقارب من 50 غزالاً من دولة الإمارات كما أقوم باستيراد أنواع معينة من الكلاب التي تلقى رواجاً كبيراً في الوقت الراهن».

ويضيف عبدالله «أن اقتناء هذا العدد الكبير من الحيوانات يحتاج إلى صرف الكثير من الأموال لإطعامها، فكل نوع له أسلوب تغذية مختلف وطعام مختلف، إذ إنني أقوم بصرف ما يقارب من 200 دينار أسبوعياً على تغذيتها».

متنزه عام

«اسطبل عبادي» مفتوح للجميع وخصوصاً الأطفال ولا يعارض عبدالله ذلك، بل على العكس فإنه يرحب بالجميع ويقوم بتعريف الأطفال بالحيوانات النادرة والغريبة، فأثناء زيارتنا للمكان زاره أكثر من ثلاث عائلات مع أطفالها وكأنه متنزه عام من دون رسوم أو حتى استئذان، فيكفي ان يقوم الزائر بالسلام ومن ثم يقوم بالتجوال داخل الاسطبل. يقول عبدالله: «الكثير من العائلات تزور الاسطبل، أما أيام الجمع فإن المكان يتحول إلى متنزه عام، كما أن بعض المدارس والحضانات ترتب زيارات خاصة للاسطبل، وإني لا أمانع أبداً بل العكس أفرح كثيراً عندما أرى الأطفال يتجولون في المكان ويطعمون الحيوانات».

ويوضح عبدالله «أحياناً يقوم الآباء بزيارة المكان بهدف شراء نوع معين من الحيوانات لأطفالهم، كالكلاب أو القطط أو السلاحف أو الطيور، وأحياناً يأتي بعض الأطفال وخصوصاً من القرى المجاورة بغرض البيع، فعندما يقومون باصطياد حية أو بومة أو أي حيوان غريب فإنهم يأتون به إما لبيعه أو مبادلته بفصل من الحمام أو الأرانب».

أسعار الحيوانات

وعن أسعار الحيوانات التي لديه، يقول عبدالله: «إن بعض الحيوانات التي أملكها ليست للبيع أبداً، كالتماسيح والأفعى وبعض السلاحف البرية النادرة، أما ما أقوم بالمتاجرة به فهو في العادة الكلاب والطيور والغزلان والخيول، إذ إن أسعار الكلاب تعتمد على فصيلتها وهناك كلاب تصل قيمتها إلى أكثر من 1500 دينار، كما قد يصل سعر فصل الحمام إلى 300 دينار وأكثر، ويتراوح سعر الزوج من الغزلان بين 400 إلى 800 دينار، في حين يتراوح سعر الببغاوات بين 500 إلى 1500 دينار وكل نوع من الحيوانات يعتمد سعره على فصيلته وندرته وعلى ما تقدمه إليه من عناية».

أما عن أغلى حيوان لديه، فيقول: «هو حصان وقد قمت ببيعه إذ وصلت قيمته إلى ما يقرب من 5000 دينار».

تماسيح بحرينية

ويذكر عبدالله أنه يقوم بزيارة سوق الخميس كل أسبوع ليطلع على أنواع الحيوانات المعروضة للبيع، وغالباً ما يقوم بشراء عدد منها. وعن سؤالنا عن مصدر التماسيح وعما إذا كان اشتراها من الخارج وكيفية التعامل معها، قال إن هذه التماسيح لديه منذ ما يقارب ست سنوات، وقد اشتراها من البحرين وهو الذي يقوم بإطعامها، وفي البداية كانت هذه التماسيح ترفض أكل الدجاج المذبوح أو اللحم ولا تأكل إلا الفرائس الحية، لأنه كما هو معروف أن التماسيح لا تأكل الجيف، ولكنه مع الوقت عوّدها على أكل كل ما يقدم إليها.

ويقول إن حبه للحيوانات جعله يلمّ بالكثير من أسلوب حياة الحيوانات وطعامها وأمراضها، فعند اقتنائه لأي حيوان جديد فإنه يحرص على قراءة الكتب المتخصصة عن حياة هذا الحيوان وكيفية التعامل معه، وبذلك تكونت لديه حصيلة كبيرة من المعلومات عن مختلف أنواع الحيوانات وكيفية علاجها، حتى أن الكثير من مربي الحيوانات في البحرين يقومون باستشارته بشأن كيفية إطعام ومعالجة حيواناتهم.

وعن تخطيطه للمستقبل، يقول عبدالله: «أتمنى الحصول على مكان أوسع من هذا الاسطبل لكي أستطيع جمع عدد أكبر من الحيوانات، لكن ذلك يحتاج إلى إمكانات مادية كبيرة»

العدد 1449 - الخميس 24 أغسطس 2006م الموافق 29 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:11 ص

      أين تقع الاستطبل

      أين يقع هذا الإسطبل كيفيه الصل اليه

اقرأ ايضاً