العدد 1448 - الأربعاء 23 أغسطس 2006م الموافق 28 رجب 1427هـ

حوار ساخن على أصداء القصف الإسرائيلي (2)

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

نتناول في هذه الحلقة القضايا التي تناولها مؤتمر أمن الشرق الأوسط، ونتناول في هذه الحلقة قضية الأمن في منطقة الخليج. جرى تناول امن الخليج في جلسات خصص كل منها أو عدد منها لموضوع واحد مثل إيران وامن الخليج، والعراق وامن الخليج وقوس الازمات وأمن الخليج والمنظور الاقليمي لامن الخليجي والسعي إلى الاصلاح في الخليج كما عقدت اجتماعات مشتركة لمجموعة امن الخليج ومجموعة التحديات الاستراتيجية الاقليمية والتعاون. ولنتناول كل جانب من امن الخليج على حدة واجتذبت جلسات هذه المجموعة اهتماما من المشاركين في المؤتمر بحيث كانت القاعة المخصصة لها ممتلئة دائما.

ويلاحظ تنوع الحضور ليس فقط من الإيرانيين والعراقيين والعرب الخليجيين بل أيضا من مختلف البلدان الاقليمية والغربية وكذلك الاهتمام الاسرائيلي الشديد كما ضم الحضور مسئولين من حلف الناتو، وجنرالات سابقين، وباحثين في مراكز البحوث المتخصصة في الخليج والشرق الاوسط وإيران.

قدمت للمجموعة ورقة عمل مختصرة تناولت الجوانب المختلفة لامن الخليج وتحدياته ومختلف الرؤى لهذه القضية، سواء بشموليته او بأمن الدول المطلة عليه إيران والعراق ومجلس التعاون، والتداخل فيما بينها وقد مثلت الازمة النووية الإيرانية محوراً مهماً من محاور النقاش، كما مثلت الازمة الناشئة بين إيران من ناحية والولايات المتحدة و«إسرائيل» من ناحية اخرى محورا مترابطا مع المحور الاول. وما يروج عن صراع سني - شيعي مثل محوراً ثالثاً.

طبعاً، كل ذلك مرتبط بالحرب الإسرائيلية ضد لبنان ومقاومته الوطنية، تناول احد الباحثين الإيرانيين تصوره للمشكلة النووية الإيرانية وتداعياتها. وعلى رغم كونه من المعارضة للنظام الحالي، فإنه وفي ظاهرة ملفتة أكد حق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية لاغراض سلمية. وذكر الحاضرين أن برنامج إيران النووي السلمي بدأ في عهد الشاه، وانه لولا وجود نظام إسلامي معاد للغرب و«إسرائيل» لما كانت هناك مشكلة. ونفى وجود صراع سني - شيعي لا داخل إيران ولا في محيطها الإسلامي وبالنسبة إلى علاقة حزب الله مع إيران وما تروج له «اسرائيل» والولايات المتحدة والغرب عموما، ذكر الحاضرين ان شيعة إيران هم من حملوا التشيع الى إيران وليس العكس واكد استقلالية الحزب مع تناغم في المصالح.

بالنسبة لمن يرسم السياسة الإيرانية في ظل تعدد المؤسسات الدستورية والدينية مثل مجلس الأمن القومي المختص بالقضية النووية، ومجلس صيانة الدستور ومجلس تشخيص مصلحة النظام والمرجعية والمرشد، والبرلمان ورئاسة الجمهورية. اوضح الخبير الإيراني ان المؤسسات الدستورية مهمة وفي مقدمتها مجلس الأمن القومي فيما له علاقة بالقضية النووية، لكن القرار الاخير هو للمرشد لكن قراره يأخذ بالاعتبار اول قرار المجلس. لكنه نوه إلى أنه لو كان خاتمي في الحكم لما وصلت قضية النووي الى وضع الازمة والمواجهة مع الغرب في ظل الرئيس نجاد. المفاجئ هو ان خبيراً أميركياً قلل من تهديدات الرئيس نجاد لـ «اسرائيل» واعتبراها مزايدات خطابية للهروب من ازمة محلية.

لكن الغريب هو تحليل أحد الخبراء العرب والذي شخص الازمة في المنطقة بأنها:

1- صراع سني- شيعي واحياء لنظرية الهلال الشيعي التي تراجع عنها مروجوها العرب وتمسكت بها «اسرائيل».

2- تأثير الثورة الإيرانية على الشيعة، واحياء طموحاتهم في السلطة ومن ذلك ما يجري في العراق ولبنان، وتحالف إيران الشيعية مع سورية العلوية (فرع من الشيعة).

احد الخبراء اللبنانين شخص اسباب الحرب في لبنان بانها حرب بالوكالة بين محور اسلامي متشدد بين الشيعة (إيران وسوريا وحزب الله) والسنة (حماس والجهاد) ونسى ان يضيف تنظيم القاعدة لكنه استدرك بالتنويه بدعوة الظواهري الاخيرة للسنة بالانضمام الى الجهاد في لبنان في مواجهة المحور الاميركي الاسرائيلي الليبرالي والذي يسعى إلى اقامة شرق أوسط جديد.

أما مجلس التعاون الخليجي فانه يميل تدريجيا نحو المحور الذي تقوده اميركا بعد ان ناى بنفسه طويلا عن النزاع في الشرق الاوسط.

وقد رد عليه عدد من المشاركين في بطلان اطروحة الصراع السني الشيعي بما في ذلك العراق إذ نوه احدهم بالزواج المختلط في العراق وان اهم العشائر العراقية بها سنة وشيعة، وان الارهابين الذين يغتالون السنة والشيعة هم غير عراقيين.

تحدثت خبيرة اميركية من الاتجاه البروتستانتي غير المتحمس لـ «اسرائيل» فاكدت لإيران دورا اقليميا مستحقا في الخليج وامنه لاعتبارات عدة وانه يجب بناء ثقة فيما بين إيران والعراق ومجلس التعاون والذي يجب ان يتخلى عن سلبيته.

أحد الخبراء الاتراك شدد على ان هناك تحالفا وليس تبعية بين حزب الله وإيران وهو شيء طبيعي، ولماذا نتجاهل التحالف الاميركي الاسرائيلي. وحذر من ان اي تدخل غربي او اسرائيلي مباشر ضد إيران سينتج عنه عكس ما يشتهيه المتدخلون.

الخبراء الاسرائيليون ادلوا بدلوهم وكالعادة في تناغم بين الشد والجذب. وارجع اسباب اندلاع الحرب من قبل حزب الله طبعاً الى عدة عوامل بينها التأثير الإيراني والسوري.

على رغم تأكيد خبراء وكالة الطاقة النووية وتأكيدات حتى خبراء وكالة الأمن القومي الاميركي ان البرنامج الإيراني لايزال في طوره السلمي وان إيران ستحتاج الى سنوات لاكتساب قدرات انتاج سلاح نووي فان عددا من الخبراء الاسرائيليين والأميركيين وحتى بعض العرب يصر على ان لدى إيران قدرات عسكرية نووية.

انطلاقا من ذلك فقد ركز عدد منهم على خطر إيران العسكري على دول الخليج العربية بما في ذلك العراق. وقد عرض البعض لقدرات عسكرية نووية وتقليدية بما في سلاح الصواريخ البالستية الإيرانية، والتي يصل مداها الى «اسرائيل» بل وجنوب اوروبا. واستشهد بعضهم بالجزر الاماراتية، فيما حذر آخر من كارثة مشابهة لكارثة تشرنوبل، انطلاقا من محطة بوشهر او غيرها. وقد رد احد الخبراء الإيرانيين على هذه الطروحات بالتأكيد على ان من حق إيران امتلاك التكنولوجيا النووية لاغراض سلمية كما من حقها امتلاك سلاح ردع نووي مقابل ترسانة السلاح النووي الاسرائيلي، وخصوصا ان «اسرئيل» لم تترد في تدمير مفاعل تموز العراقي وهي تهدد بتدمير المنشآت النووية الإيرانية وكذلك الامر بالنسبة إلى الولايات المتحدة. وذكر الحاضرون ان الولايات المتحدة محتفظة بالاسطول الخامس في المنطقة وقيادته في قاعدة الجفير في البحرين. وان القواعد الاميركية في السعودية والكويت والبحرين وقطر وعمان تشكل قوة ضاربة بما في ذلك حاملات الطائرات التي تسير بالوقود النووي، وقد تحمل اسلحة نووية، وهذه القواعد وقطع الاسطول تحيط بإيران وتمثل خطرا على دول المنطقة ودعا الى توصل إيران من ناحية ودول الخليج من ناحية اخرى الى معاهدة عدم اعتداء وتعاون. ونوه الى ان إيران في ظل الحكم الاسلامي لم تعتد على اي من جيرانها بما في ذلك افغانستان في عهد طالبان، اذ ذبح الشيعة بالآلاف، بل انها كانت ضحية حرب النظام الصدامي بدعم من الغرب وخصوصا الولايات المتحدة وكذلك دول مجلس التعاون.

أثيرت ايضا قضية علاقة إيران مع شيعة المنطقة، وخصوصا في العراق ودول مجلس التعاون، اذ صدرها البعض على ان إيران تستخدم الشيعة لنفوذها في المنطقة.

لكن احد الخبراء العراقيين وآخر إيراني قالا ان العلاقة الدينية بين إيران وشيعة المنطقة موجودة حتى في ايام الشاه، وشدد الخبير العراقي على ان هناك توافقا وهناك اختلافات بين القوى السياسية الشيعية العراقية والنظام في العراق ولكن من مصلحة كل من العراق وإيران اقامة علاقة تعاون وحسن جوار وبالتاكيد اخراج القوات الاميركية ولكن لكل اجندته واسلوبه ودوافعه. ونوه الى ان المرجعية الشيعية كانت دائما في العراق وانها اضعفت وانتقلت إلى إيران في ظل حكم صدام الذي اضطهد الشيعة لكنها الآن عادت إلى النجف الاشرف. وبالنسبة لعلاقات شيعة الخليج وإيران فقد اكد الخبير الإيراني انها علاقة روحية وتعاطف متبادل وطبيعي، وهذا موجود في الغرب ايضا إذ الاعتبار الكبير للفاتيكان والتضامن المسيحي بين الشعوب الغربية.

أحد الخبراء الخليجيين نوه الى غياب استراتيجية واضحة لدول مجلس التعاون في التعاطي مع الأمن الاقليمي الى حد التسليم بالمظلة العسكرية الاميركية بل وحتى الاطلسية إذ عقدت اتفاقات امنية بين الحلف وبعض دول المجلس ويجري الترتيب لدور امني وسياسي متزايد للحلف في المجلس

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 1448 - الأربعاء 23 أغسطس 2006م الموافق 28 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً