اللعبة السياسية في بلادنا العربية أضحت مسخرة، أسماء وكلمات تُطلق يميناً ويساراً، شرق أوسط جديد، وبلاد تُقسم على الورق، وعدوان وظلم على الأبرياء، والكل يعيش في قلق وخوف.

متى ستتوقف اللعبة، متى سيتوقف نهر الدم في العراق، ومتى سيتوقف الخراب والدمار في دولنا العربية؟ هم يقبضون، والشعب البريء يدفع ثمناً رهيباً مجلجلاً...

أتى المعتدون الأميركان وفرقاؤهم الأوغاد يقسِّمون البلاد ليسيطروا على منابع النفط، كما أتى غيرهم منذ زمان... حاولوا هدم العراق، وإخضاع الشعب العنيد، وبعد أن فشلت خطتهم وأعادوهم جثثاً متفحمة حاولوا ثانية مع إيران، وهاجموا حزب الله في لبنان وكسّروا البلاد والبيوت، وقتلوا النساء والأطفال، ودفع جنوب لبنان ثمن تجربةٍ لإخضاع إيران، وفي النهاية انتصر حزب الله.

كان اليهود الذين عادوا إلى العراق من جديد، يحلمون بعهد ووعود ودخلوا مدينة أربيل، يشترون بيوت المسلمين ويحاولون خلق عراق جديد، بعد أن طرودهم منذ قرون، كما حاولوا في فلسطين واحتلوها، ولكن عيشهم بيننا مستحيل، فالدورة عليهم من جديد ستدور أكيد... فمشكلة الطوائف لن تدوم وسيتوحد العراق - إن شاء الله - عما قريب.

ولأن أميركا أضحت خجلة، لأنها فشلت في الأرض؛ في إيران وفي لبنان، ووجدت شعباً عنيداً جباراً... تبقى لنا أسئلة حائرة في شرق وعروبة وإسلام: لماذا نحن مفككون، ورؤسانا لا يتفقون، ودائماً يختلفون؟ حتى في هذه الحرب الجبارة اختلفوا، سورية ومصر، السعودية وقطر، وسورية ولبنان، أهكذا هم الإخوان؟

لماذا لا يتحدون، ويمنعون عنا اللعب في الأوطان؟ لماذا نحن نشجع الطامعين، وأسوارنا القصيرة والتي تُطال؟ لماذا لا نرفع الجدار ونساعد الجار بالرجال والسلاح قبل المال، ونكوّن دولة من «الولايات العربية المتحدة» كما الكبار (ولايات أميركية متحدة والاتحاد الأوروبي)؟

لماذا دائماً نحن نُصاع، ونُثير الأطماع ونأخذ دروساً في التدمير وهدم البلاد وقتل الأبرياء؟ لماذا نحن نُقاد كالخراف والذئاب الشرسة تملأ المكان، وقد يكون الدور علينا في المرة القادمة، ويستمر مسلسل الاحتلال والاغتصاب؟

الجواب: لأننا أمة لا نعرف إلا التفكك والابتعاد... علّنا نعي الدرس يا رفاق، فيوم جديد لابد له من الانتصار، والوحدة يجب أن تأتي أكيداً، أهو حلم أم سراب في صيفٍ حار؟