ضربت فيضانات مدينة طوكر الواقعة جنوب مدينة بورتسودان شرق السودان ما أدى إلى تدمير عدة قرى وتشريد الآلاف. وأشارت السلطات السودانية إلى أن حجم الأضرار الناجمة عن الفيضانات في مدينة طوكر أكبر من إمكاناتها. وطالب السكان بتدخل عاجل للمنظمات الإنسانية في ضوء عجز الأجهزة الحكومية عن الإغاثة.

تساقط الأمطار على بلد يعاني من الجفاف مثل السودان يعتبر أمراً مهماً جداً يمثل أحد الأسس التي تقوم عليها حياة لجميع الكائنات الحية، وبالتالي هو خير وفي كل الأحوال.

وقد يعتبر البعض أن سقوط الأمطار بالقدر الذي يتسبب في فيضانات وانجرافات أرضية ما يؤدي إلى كوارث بشرية ومادية تفوق احتمال البشر، شراً أو نقمة من الله على خلقه. هذه حال واردة ولكن درجة حدوثها أقل بالمقارنة مع أصل نزول المطر ووجود وأهمية الماء الذي يساوي الحياة. وهناك حالات أخرى من رحمة الله بخلقه أنه حتى في موتهم عن طريق الكوارث الطبيعية ومن بينها الفيضانات التي يتسبب فيها المطر راحة وخير لهم، والأساس يكون أن هذا هو قضاؤه فيهم.

ولكن ما ينبغي على الدول القيام به للاستفادة من مياه الأمطار هو بناء السدود والخزانات التي تحتفظ بهذه المياه فيها واستخدامها في الزراعة والشرب وأمور أخرى، وفي الوقت ذاته حماية الناس وممتلكاتهم من خطر زيادة كميات هذه الأمطار. ندرك أنه هناك بلدان فقيرة جداً بحيث لا تستطيع القيام بمثل هذه الأمور، ولكن هناك بلدان أخرى تصرف ملايين الدولارات على التسلح وخوض الحروب وبالتالي قتل الأنفس عمداً، وليس ذلك فحسب بل تؤدي هذه الحروب المفتعلة إلى تدمير هذه الدول وتخلفها لعقود طويلة. وعليه ينبغي أن نتذكر دوماً أن المطر خير كله شريطة أن نستفيد منه بصور صحيحة