أشرنا في مقال يوم أمس إلى أن عدد سكان البحرين بلغ 724645 نسمة في العام 2005 موزعين على النحو الآتي: 448491 بحرينياً يمثلون 62 في المئة من عدد السكان مقابل 276154 من الأجانب يشكلون 38 في المئة من المجموع. يتأمل مقال اليوم في بعض الأمور الحيوية مثل أرقام الذكور والإناث فضلا عن الأجانب.
الذكور أكثر من الإناث
من جملة الأمور المثيرة للانتباه يلاحظ أن الذكور يشكلون الغالبية الساحقة في مجموع السكان. فمن أصل 725 ألف نسمة بلغ عدد الذكور نحو 417 ألف فرد مقارنة بنحو 308 آلاف عدد الإناث. وعليه فإن الذكور هم الغالبية في البلاد في الوقت الحاضر إذ يمثلون نحو 58 في المئة من السكان. وإذا كان هناك من سبب فهو بالتأكيد كثرة الأجانب من الذكور. استنادا لأرقام العام 2005 شكل الذكور 69 في المئة من السكان الأجانب الأمر الذي يخل بالتوازن الديمغرافي في البلاد. لاشك أن زيادة عدد الأجانب من الذكور على حساب الإناث يثير جملة من التحديات الأخرى فيما يخص الوضع النفسي لهؤلاء وللمجتمع البحريني عموماً الأمر الذي يساهم بكل تأكيد في انتشار بعض أنواع الجرائم في البلاد. المعروف أن الأجانب الذكور يأتون للعمل في البحرين لغرض تأمين لقمة العيش لأحبتهم في أوطانهم. أما فيما يخص البحرينيين فانه خلافا للتصور السائد فان الذكور وليس الإناث هم الأكثرية (تحديدا يشكل الذكور 50,4 في المئة مقارنة بـ 49,6 في المئة من الإناث). يلاحظ أن من أصل 448 ألف بحريني هناك 226 ألفاً من الذكور مقارنة بـ 222 ألفاً من الإناث ما يعني عدم وجود اختلاف جوهري بين الجنسين في أوساط المواطنين.
الشباب والوظائف
حسب إحصاءات الجهاز المركزي للمعلومات بلغ عدد الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 14 سنة تحديدا 197800 في العام 2005 يمثلون أكثر من 27 في المئة من المجموع الكلي للسكان. ومن نافلة القول إن السواد الأعظم من هؤلاء مواطنون نظرا إلى أن الأجانب الموجودين في البحرين هم ممن في سن العمل. من جهة أخرى، تمثل هذه الأرقام مخاوف أخرى بخصوص توفير الوظائف لهؤلاء الشباب بعد دخولهم معترك سوق العمل.
كبار السن
كما أشارت الأرقام الرسمية إلى أن السكان من 65 سنة فما فوق بلغ عددهم 18321 شخصاً في العام 2005 بزيادة 523 فرداً مقارنة في العام 2004. على أقل تقدير، يؤكد هذا الإحصاء تحسن مستوى الخدمات الصحية المتوافرة لكبار السن في البلاد. شكل كبار السن 2,5 في المئة من مجموع السكان أي لا تغيير مع العام 2004. استناداً إلى تقرير التنمية البشرية للعام 2005 الصادر من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يبلغ متوسط العمر في البحرين نحو 74 سنة. عالميا يعيش الفرد الياباني أطول من غيره إذ يبلغ متوسط عمره 82 عاما. أما على مستوى العالم العربي فإن أفضل متوسط للعمر من نصيب الفرد في الكويت إذ يبلغ 78 عاما. في المقابل يبلغ متوسط العمر في كل من موريتانيا وجيبوتي أقل من 53 عاما أي الأسوأ بين الدول العربية.
كم العدد الحقيقي للأجانب؟
لا يعرف تحديداً العدد الحقيقي لعدد الأجانب الموجودين في البحرين وذلك بسبب ضعف الإحصاءات الرسمية المتوافرة. حسب الجهاز المركزي للمعلومات بلغ عدد الأجانب في البحرين نحو 276 ألفاً في العام 2005 بزيادة 7200 فرد مقارنة بالعام 2004. حقيقة نتمنى أن تكون هذه الإحصاءات صحيحة مئة في المئة. فصحة هذه الأرقام ضرورية لرسم الخطط اللازمة لبعض الخدمات الحيوية المطلوبة في البلاد منها المراكز الصحية والشوارع.
حقيقة القول إن أكثر ما يلفت النظر في المسألة السكانية في البحرين هو النمو السريع للأجانب على مدى العقود القليلة الماضية. بالعودة إلى التاريخ شكل الأجانب نحو 17 في المئة من السكان في العام 1950 وارتفعت النسبة إلى 32 في المئة في العام 1981 ثم إلى 37 في المئة في العام 1993 ولم تتغير النسبة بشكل جوهري منذ ذلك التاريخ.
يذكر أن أكثر من مسئول أشار في مناسبات مختلفة إلى أن العدد الحقيقي للأجانب في البحرين هو في حدود 400 ألف فرد. بدورنا نميل إلى هذا الإحصاء أكثر من أرقام الجهاز المركزي للمعلومات وذلك بالنظر إلى أعداد الأجانب المنتشرين في كل حدب وصوب في البلاد فضلا عن الأفراد الذين يدخلون إلى المملكة يوميا عبر المطار. ربما لا ترغب الجهات الرسمية في كشف الأرقام الحقيقية للأجانب لأسباب خاصة بها
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1448 - الأربعاء 23 أغسطس 2006م الموافق 28 رجب 1427هـ