العدد 1448 - الأربعاء 23 أغسطس 2006م الموافق 28 رجب 1427هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

الذوادي ودويغر... ذكريات من الماضي والحاضر

وهنا أحاول أن ألتقط من فوق أرصفة حياتي بض الظلال كظلال أحمد الذوادي وعلي دويغر. لقد رافقتهما في طفولتي وكانت المفاجأة الكبرى لي بأن أصبحا من أبرز قادة جبهة التحرير الوطني البحرانية ومن مؤسسيها، والقائد لا يبرز إلا في الأزمات الكبرى التي تواجه أمنه فسرعان ما ذاع صيتهما واعتلى مجدهما في ذلك العصر، عصر النضال والتضحية والانتفاضات الوطنية الباسلة.

منذ نعومة أظافري إلى ما قبل توقيفي عن الدراسة بسبب مشاركاتي في التظاهرات وانتفاضة العام 1965م كانت تربطني بهاتين الشخصيتين علاقة وطيدة وحميمة وخصوصاً مع المناضل علي دويغر بحكم العلاقة الأسرية التي تربطنا فهو له الفضل عليّ في الكثير من التوجهات الفكرية والعلمية ومثله المناضل أحمد الذوادي الذي كان يأخذ بيدي ويحثني على مواصلة الدراسة والاطلاع والقراءة، وكان يزودني ببعض الكتب ذات العلاقة والصلة بالنشاطات الحزبية والحركية، إلا أنه وفي العام 1961م اعتقل وابتعدنا عن بعضنا لفترة والتقينا ثانية عندما عاد إلى البحرين العام 1964م وشاركنا في انتفاضة 65م ولكن الظروف التي مرّ بها علي وأحمد حرمتني من التزود والتشبع بأفكارهما وتوجيهاتهما، فبعد اعتقالهما والزج بهما في السجن ومن ثم نفيهما خارج الوطن «تلخبطت» حياتي وأفكاري وتاه مستقبلي لكوني لتوي أضع قدمي على نهج طريقهما النضالي، وعلى رغم أنهما كانا يتخطياني سنين طويلة في ذلك الدرب الشاق والعسير فكثيراً ما كانا يلتقيان سراً في بيتيهما (الذواودة ورأس الرمان) وبعض الأحيان كانا يجتمعان في بيت «فاروق» الذي اتخذاه مقراً لاجتماعاتهما الخاصة، إذ إن المكان مهجور ويمكن لأي شخص أن يدخل فيه بأمان.

ذكريات لا تغيب عن البال أبداً، وعلى رغم مرور السنين وتقلبات الحياة فإني مازالت أتذكر تلك المواقف البطولية لهاتين الشخصيتين كما أتذكر انتفاضة 56 أيام الهيئة والدور البطولي الذي لعبته جبهة التحرير الوطني البحرانية منذ تأسيسها وكان علي وأحمد يتقدمان تلك التظاهرات والإضرابات التي نظمتها الهيئة وكانت لجبهة التحرير مواقف مشرفة برز من خلالها علي وأحمد الذي عُيّن أميناً عاماً للجبهة.

أتذكر أن أحمد اعتقل ذات مرة العام 1957م فخرجت الجماهير غاضبة ومنددة باعتقاله وما هي إلا أيام حتى أفرج عنه، وهتفت الجماهير باسمه وبحياة جبهة التحرير.

في يوم السبت الموافق 8/7/2006 لبست البحرين السواد وهي تودع ابنها البار إلى مثواه الأخير، لقد بكى عليٌ رفيق دربه النضالي «دمع ينهلُّ من القلب قبل المقلتين».

يقول علي: «لقد كانت الفاجعة أقوى من أن تحتمل، فمجرد أن سمع النبأ الذي صعقه هرع إلى المقبرة غير مصدق وكان يتمنى أن يكون الخبر إشاعة كاذبة».

لقد كان «أبوقيس» يشعر بالوداع لأنه يحس في أعماقه بأنه لن يرانا بعد اليوم، وتأملنا ذلك في اللحظة الأخيرة من حياته وها هم محبوه ورفاقه زحفوا من كل صوب ومكان. جاءوا ليلقوا النظرة الأخيرة على جثمانه ووقفت الجماهير الغفيرة وقد احترمت الموقف فكانت جنازة «أبوقيس» في غاية التنظيم وروعة الوداع الأخير.

إن البحرين كانت تعرف عن أحمد الذوادي حبه وإخلاصه لوطنه وشعبه للمبادئ التي رسخها بفكره، ومن هنا كان موكبه كما كان هو يحب أن يكون.

وقد كان لعلي دويغر دور بارز ومواقف بطولية لا تنسى أبداً، فهو من كرّس وقته في مشاركة رفاقه في صوغ برنامج جبهة التحرير الوطني البحرانية، فقد عمل جاهداً وبنفسه على نسخ البرنامج بخط يده نظراً إلى عدم توافر آلة كاتبة بالعربي وصعوبة الحصول عليها، ما دعا علي إلى أن يقوم بهذه المهمة الصعبة بدافع الحب والإيمان وقد طبعت آلاف النسخ ووزعت على مختلف مناطق البحرين.

نعم، لقد كان لعلي دويغر حضور قوي ومشاركات فعلية في مختلف الفعاليات والمهرجانات ومؤتمرات الشبيبة والطلبة في نهاية الخمسينات.

ومن ينسى علي، هذا الإنسان الصامت والصبور والدور القيادي الذي أسند إليه في جبهة التحرير وخصوصاً في أول اجتماع عُقد للجبهة العام 1959م؟

عليٌ هو أول من اعتقل في انتفاضة العام 65م، وآخر من أُطلق سراحه بعد أن قضى في السجن سنتين ونصف السنة، ثم نفوه خارج وطنه... ولا يخفى على الجميع مساهماته الفعلية ودوره الريادي في تأسيس كتلة الشعب العام 1973م بعد أن سن دستور البلاد على رغم أنه حُرم من حقه كمواطن في المشاركة والتصويت، إذ أُبعد عن البلاد قسراً.

في العام 1979 عاد «أبوفريد» مع أسرته إلى البحرين، إذ كان يقيم مع أسرته هناك في السويد، عاد يحمل حلماً آخر لعلّ وعسى أن يستطيع مساعدة أسرته في العيش في وطنه آمناً مسالماً، فدخل في مجال العمل التجاري بهمة ونشاط، ولكن الاستخبارات لم يعجبها ذلك فوقفت سداً منيعاً ضده ليفشل المشروع ويغلق على رغم أن المشروع بدأ جيداً وفي تنافس شريف، ولكن... لقد ضاع حلم آخر، كل ما خطط له في سنوات تبخر في أيام فتبعثر الحلم وظل علي تلاحقه الديون من كل جانب ومكان، وأنا شاهد على هذه التجربة إذ إني الوحيد الذي لازمته ووقفت بجانبه في محنته تلك، ولا ننسَ دور زوج اخته عبدالرحمن خليفة وأيضاً اختيه، فقد تبرعوا له بما يملكون، لقد ضحوا من أجله مثلما هو ضحى من أجل الوطن والمواطن.

هكذا هم مناضلونا الشرفاء قادة ورموز جبهة التحرير الوطني البحرانية، لقد ضربوا أروع الأمثلة ونماذجها على مدى نصف قرن، قدموا حياتهم ثمناً باهظاً إذ قاسوا أشد العذاب في السجون والمعتقلات في المنافي والاغتراب.

تلك هي الذكريات؛ مرة وأليمة، ضياع وشتات... ويجب علينا عندما نكتب عنهم ألا نغفل عن دور أي واحد منهم، علينا أن نعطيه حقه، فهو من ضحى بحياته في سبيل الحرية والكرامة لشعب البحرين وعروبة البحرين...

فحقاً؛ علي وأحمد هما من رسّخ قيم التقدم والديمقراطية والفكر العلمي في البحرين.

علي الوادي


صُدمت بنتيجة قبولها بالجامعة!

ما ان فتحت ابنتي صفحة الجامعة على الانترنت لترى نتيجة قبولها في الجامعة حتى أصابها الحزن وخيبة الأمل من البرنامج الذي تم قبولها فيه؟!

أيعقل أن تحصل ابنتي ذات المجموع 86 في المئة في المعدل التراكمي في شهادة الثانوية العامة على ما يسمى «تعليماً تطبيقياً» وهي لم تسجله من ضمن رغباتها. وكان حلمها أن تدخل بكالوريوس محاسبة.

وعند تصفحنا للصحيفة في اليوم التالي وجدنا أن قرابة 3000 طالب وطالبة من أصل 4000 وأكثر تم قبولهم في هذا البرنامج وأن المعدل التراكمي قد نزل إلى مستوى أقل بكثير مما كان عليه إذ أصبح معدل ابنتي 81 في المئة وخصوصاً طالبات العلمي والسبب، كما يقال هو نتيجة امتحان القدرات.

أي قانون هذا الذي يقول إن الطلبة الذين حصلوا على معدلات أقل من 86 في المئة بعد امتحان القدرات لا تؤهلهم قدراتهم العلمية للالتحاق ببرامج البكالوريوس، وأنهم مؤهلون فقط لدراسة دبلوم مشارك؟!

أنا الآن لا أعرف كيف أرفع معنويات ابنتي التي كانت تود دراسة المحاسبة كقريباتها اللاتي كانت معدلاتهن في السنوات السابقة أقل بكثير منها وهي لا تستطيع دراسة ما تمنته.

لقد ظلمتم أبناءنا وبناتنا يا جامعة البحرين، أيعقل أن يكون أصحاب المعدلات ذات الثمانينات مع ذوات الستينات وبداية السبعينات والسبب أن قدراتهم لا تؤهلهم، كما يقال ومن قال إنهم لا يستطيعون دراسة البكالوريوس؟

أين يذهب أبناؤنا وبناتنا وغالبيتهم ظروفهم لا تسمح لهم بالدراسة في جامعات خاصة، وهل يقبلون على دراسة قد لا يكون لها مستقبل وتضيع آمال قد رسموها للدراسة في جامعة البحرين؟

ولية أمر طالبة


لبنان... لبنان... لبنان

لبنان يا صفحة من صفحات الزمان

لبنان يا صرخة المقاومة والإيمان

لبنان يا نور تشعشعَ من كل قربان

لبنان يا دم يغلي في وجه العدوان

لبنان يا واحة الصبر والسلوان

لبنان النصر آت بإذن الله

النصرُ بيدِ حزب الله

قاومي... قاومي... قاومي

ولا تكترثي لحُكام العربِ

ولا تكترثي لحُكام النهبِ والسلبِ والكذبِ

وبعقل ذلك المحنك ستنتصري بإذن الله

حفظك الله ورعاك يا حسن نصر الله

إيمان صالح الصائغ


في ذكرى الطائرة المنكوبة

كلمات في رثاء ضحايا الطائرة المنكوبة 23/8/2000

من القاهرة بمصر حلقت الطائرة المنكوبة

يقودها طيار من البحرين كانت أمنيته

أن يوصل أهلها بسلام إلى وطنهم

إلى أرض الوطن أرض البحرين

وعليها 143 مسافراً من مختلف الأجناس

من بينهم بنت مخطوبة

آملين أن يصلوا بسلام إلى وطنهم

تتعدد في أهل البحرين والخليج والأجانب

وبلاد العرب والكوفة

تجوب ليلا السحاب والغيوم بضوء القمر والنجوم

وتعبر فوق الوديان والسهول

وجبال وشطان وعيون

تجتاز بلداناً وبحوراً وأراضي وأشجاراً وزهوراً

لتشم فيها العطر والبخور

والجميع فيها يتصفون بالبهجة والسرور

لكنها سعادة لم تكتمل

وتمر ساعات وأيام وشهور

لكن الطائرة مازالت تحلق مع النسور

وإذا بها قد اقتربت من مقصدها لتصل إلى أرضها

وأناس من حولها ينتظرون وصولها

هم أهل المسافرين في هذه الطائرة

ينتظرونهم في المطار ليستقبلونهم بسلام

وما أن لبث الطيار لينزل بالطائرة

على أرض المطار

حتى به لا يستطيع السيطرة عليها لينزل بها

ولكنه بأمر من برج المراقبة للطيار

أن يعاود إنزالها في المرة الثانية

لكنه لم يستطع إنزالها

وما ان قد حاول إنزالها في المرة الثالثة

حتى قد اشتعل اللون البرتقالي في المحرك

والتهبت النيران في الطائرة

حتى فقد الطيار سيطرته الكاملة عليها

وانتهى بها الأمر إلى أن سقطت في البحر

لتتحطم من قوة سقوطها

وتحطم معها من كان عليها

لتغرق ركابها المسافرين في البحر

وتمتلئ المياه منها كأنه البحر الميت

ولتمتزج المياه بدماء الأشلاء

لترى عيني البحر الأحمر فكانت هذه نهايتها

فقد عاش أهل الضحايا في أيام حزن وكآبة

فقد مات من على متن هذه الطائرة

ومات معها سبب هذه المأساة الفاجعة

إنها حقا مأساة مؤلمة للجميع

لم تشهد مثلها البحرين من قبل

ولكن في النهاية لا يمكننا أن نغير من ذلك شيئاً

ولا يمكننا أن نعترض على ذلك

لأنها مشيئة الله وحده سبحانه وتعالى

فتلك كانت منية مكتوبة

فرحم الله ضحايا هذه الطائرة وغفر لهم والفاتحة مع الصلوات على محمد وآل محمد

جاسم عبد الجليل آل منسي

العدد 1448 - الأربعاء 23 أغسطس 2006م الموافق 28 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً