محمد رياض... على رغم أنه ينتمي إلى الجيل السابق، فإن النقاد مازالوا يصفونه من جيل الشباب، الذي لم يستطع أن يفرض سطوته على السينما، واكتفى بأن يكون نجماً تلفزيونياً ناجحاً، واستطاع أن يصنع لنفسه مساحة من النجومية والتميز من خلال أدواره، التي قدمها على الشاشتين الصغيرة والكبيرة، واستطاع أن يكون له شأن خاص وعلاقات متميزة مع جمهور الشاشة الصغيرة من خلال المسلسلات التي شارك فيها بالبطولة مثل: «العائلة»، «فارس الرومانسية» و«رد قلبي»، كما قدم حديثاً دوراً بارزاً ومؤثراً في فيلم «يوم الكرامة» والذي قام فيه بأداء دور الضابط «عوني كازر»، وحالياً بدأ رياض تصوير مشاهده في مسلسله الجديد «خليها على الله» والذي سيجسد فيه واحداً من تلاميذ الكاتب الكبير الراحل يحيى حقي، والذي من خلاله دار معه هذا الحوار، الذي أكد فيه أن أباطرة الإعلانات هم فقط من يحددون خريطة رمضان الدرامية!
ماذا عن مسلسلك الجديد «خليها على الله»؟
- أنا بطبيعتي أحب الأعمال التي تقدم سيراً ذاتية لأشخاص حقيقيين عاشوا بيننا وتركوا أثراً في المجتمع، وأجد في هذه النوعية والأعمال متعة وفي الوقت نفسه مسئولية أتمنى أن أكون جديراً بها، لذلك قبلت العمل بمسلسل «خليها على الله» الذي يروي قصة حياة يحيى حقي.
وهل تجسد خلاله شخصية يحيى حقي؟
- إطلاقاً، وقد نشرت بعض الصحف ذلك وهو غير صحيح، لكنني ألعب دور تلميذ عند يحيى حقي ويدعى شاكر فضل الله يحاول البحث عن تفاصيل حياة يحيى حقي من خلال الاطلاع على أعماله الشهيرة، و«حقي» هنا هو محور العمل وروحه.
الفضائيات عرضت حديثاً مسلسلك «المنصورية» لكن النقاد تجاهلوه ولم يكتبوا عنه سلباً أو إيجاباً على رغم إعجاب الجمهور به... ما تعليقك؟
- في رأيي أن «المنصورية» هو أفضل وأجرأ الأعمال الدرامية التي تناولت - بالتشريح الدقيق - مجتمع رجال الأعمال في مصر تحديداً في عصر الانفتاح والطرق التي اتبعها كل منهم حتى حقق ثروة طائلة.
ولماذا لم يعرض في وقت متميز على خريطة رمضان الماضي طالما أن العمل جريء ومتميز؟
- هذا السؤال يوجه إلى المسئولين عن وضع خريطة رمضان والتي تحدد ملامحها سطوة النجوم وأباطرة الإعلانات! وللأسف ليس المعيار هو جودة النص أو كفاءة العمل، وإنما هو علاقات النجوم بهؤلاء المسئولين، والنتيجة في النهاية عرض مسلسل مهم مثل «المنصورية» في توقيت سيئ.
وهل أثر ذلك على علاقتك بالدراما عموماً أو بالعمل في التلفزيون؟
- إطلاقاً فأنا في النهاية ابن التلفزيون، ولا أنسى فضله عليّ ومساعدته لي في بداية مشواري، بالإضافة إلى أن فن الدراما أعطاني الكثير سواء على مستوى الشهرة والجماهيرية أو على مستوى تقديم شخوص، وعلاقات يصعب أن يستوعبها فن آخر.
لكنك حين فكرت في الإنتاج اتجهت للإنتاج السينمائي فلماذا لم تنتج في الدراما؟
- أنا لست حديث العهد بالسينما حتى أتردد في الإنتاج لها، وقد سبق أن شاركت في ستة أفلام سينمائية، بالإضافة إلى الأعمال الكثيرة التي رفضت الاشتراك فيها بحثاً عن بطولة، وأنا أعترف بذلك لأنه ليس سبة أو تهمة، فالسينما لها مذاقها الخاص، وعلى رغم أن الدراما أصبح لها تاريخها، فإن السينما تصنع تاريخاً ومكانة.
ومن الناحية المادية أيهما أكثر نفعاً لك السينما أم التلفزيون؟
- أجري في المسلسل الواحد يعادل أجري في ثمانية أفلام، وكذلك لا تنقصني الشهرة، لكن ما يشغلني هو البحث عن عمل جيد وبصمة تبقى، وأنا لم أتجه إلى الإنتاج السينمائي، لأن هناك مؤسسات عريقة راسخة في هذا المجال وأنا عموماً - سواء إنتاج أو تمثيل - لن أتخلى عن الفيديو، إلا في حال واحدة هي أن يشغلني العمل السينمائي بصورة قد تؤثر على أدائي في الدراما وتجعلني غير قادر على الحفاظ على المستوى الذي وصلت إليه في المسلسلات.
يوم الكرامة
نعود إلى السينما، أنت قدمت دوراً متميزاً في فيلم «يوم الكرامة»... ما رأيك في تجربة الفيلم في عمل حربي يعتمد على المعارك؟
- تجربة «يوم الكرامة» كانت جيدة وممتعة، لأني لأول مرة أشارك في فيلم من هذه النوعية، وقد استمتعت بالتجربة على رغم المجهود الشاق جداً الذي بذلناه جميعاً، ونحن جميعاً لم ندخل معارك من قبل، بالتالي فإن فيلم يوم الكرامة تجربة رائعة وصعبة في الوقت نفسه.
ألم تخف وقتها من منافسة الأفلام الكوميدية لفيلم جاد مثل «يوم الكرامة»؟
- لا، لأنها ليست مسألة تحد، فهذه نوعية من الأفلام، وفيلمي نوعية أخرى ولكلّ جمهوره، وبالتالي لا يتنافسان، وفي رأيي ليس بالضرورة أن نبحث عن الضحك فقط في السينما، فهناك أفلام جادة وهادفة وممتعة في الوقت نفسه ويجب أن يكون لها جمهورها.
بالنسبة إلى التلفزيون، معروف عنك حبك للعمل في المسلسلات التاريخية لماذا؟
- عندما قدمت مسلسل «ابن حزم الأندلسي» أو «يوسف السباعي» شخصيات تعطي المثل والقدوة للأجيال الجديدة، وشخصية الضابط عوني عازر في فيلم «يوم الكرامة» أعتبرها أيضاً تاريخية لأنها تقدم القدوة للشباب - وفي رأيي - أن الأعمال التاريخية التي تقدم لأجيالنا من الشباب دروساً ومواعظ هي أفضل بكثير من الأعمال السطحية خاوية المضمون.
طموح فني
الدراما التلفزيونية هل حققت شيئاً من طموحاتك الفنية؟
- بكل تأكيد، لأن قنوات التلفزيون تعتبر دور عرض كبيرة جداً يشاهدها أكثر من 003 مليون عربي، فهي الأوسع انتشاراً ومن خلالها يحقق الفنان الجيد تاريخاً فنياً يشرفه بجانب النجومية.
معروف لدى المشاهدين متميز في أدوار التراجيديا، لكن أداءك الكوميدي في مسرحية «البهلوانات» كان بمثابة تحول... ما تعليقك؟
- أنا ممثل، والمفروض بداهة أن في الممثل التمكن من أدواره الفنية وأداء ولعب كل الأدوار سواء كانت كوميدية أو تراجيدية، المهم تقديم الشخصية ومعايشتها بحسب المتطلبات الفنية، ودوري في مسرحية «البهلوانات» أتاح لي الفرصة أن يراني الجمهور في شكل مختلف ومغاير، كما أن الكتابة الجيدة للشخصية التي أؤديها تستطيع من خلالها تحريك الصور الساخرة داخل الممثل وبالتالي يمكن إبرازها بسهولة، وعموماً فالممثل هو من يستطيع أن يتعايش مع الشخصية ويقدمها بصدق
العدد 1448 - الأربعاء 23 أغسطس 2006م الموافق 28 رجب 1427هـ