ديانا حداد، شيرين عبدالوهاب، ريان، عمر عبداللات، كاظم الساهر، أصالة، وغيرهم كثير من المطربين العرب الذين سارعوا لتقديم ما يمكنهم لنصرة الشعب اللبناني والمساعدة في عمليات اعادة إعمار بلاده، بالطبع كان فنهم هو السلاح وكانت اغنياتهم الداعمة لنضال هذا الشعب اللبناني والتي تعرض جزءاً من معاناة أبنائه والمحنة الأخيرة التي تعرضوا لها، هي أقل ما استطاعوا تقديمه.
ولعل ديانا حداد كانت أول اصحاب هذه المبادرة، عندما عرضت لها بعض القنوات الفضائية الغنائية أغنية "أنا الإنسان" التي كتب كلماتها كريم العراقي ولحنها سمير صفير. ديانا كانت قدمت الاغنية في العام 1999 في أحد ألبوماتها الذي أخرجته لها نهلة الفهد، لكنها الآن صورتها في فيديو كليب تضمن كثيرا من مشاهد الدمار والقتل التي خلفها العدوان الاسرائيلي على لبنان. وعلى رغم أن أغنية ديانا تلك امتلأت بكلمات جاءت عامة في تطرقها للهم والمعاناة الإنسانيين، وفي إدانتها لجميع أنواع الظلم الواقعة على البشر في كل مكان وزمان، فإن ما يحسب لها هو كونها السباقة في هذا المجال. كما إنها تمكنت من أن تبث اغنيتها تلك في أوج اشتداد الأزمة اللبنانية. طبعاً لا يمكن انكار ان حقيقة امتلاكها لشركة انتاج خاصة بها، أو حتى امتلاك زوجها الاماراتي علي العبدول وهو الآخر لشركة انتاج خاصة به هو ما اعطاها شرف استباق المطربين العرب قاطبة.
الآن ومع انتهاء الأزمة انطلقت كثير من الإغنيات التي تخدم الهدف ذاته، من بينها اغنية للمغنية المصرية شيرين عبدالوهاب جاءت كلماتها مفعمة بكثير من الحب والمشاعر الفياضة تجاه الشعب اللبناني، ومناصرة لحرب حزب الله بل ومتوعدة "إسرائيل" في بعض مقاطعها، على خلاف اغنيةديانا حداد التي بدت وكأنها على درجة عالية من الحذر، الذي يشبه الىحد كبير حذر الحكام العرب قاطبة.
ريان أيضا قدم أغنية مؤثرة في كلماتها وألحانها وجهها للطفل اللبناني بشكل خاص ومن ثم لجميع أبناء الشعب اللبناني. كذلك سجلت باسمة أغنية تحمل عنوان "هالشعب البطل" يعبر نصفها عن عنفوان الشعب اللبناني وصموده.
ومن المطربين الذين أسهموا بشكل مختلف في نصرة ودعم الشعب اللبناني الفنان العراقي كاظم الساهر الذي أعلن تخصيص ريع ثلاث حفلات يفترض ان يقيمها في هذا الشهر، لصالح الشعب اللبناني.
كذلك أقام عمر عبداللات حفلة في القرية العالمية، ذهب ريعها لدعم الجمعيات الخيرية في لبنان. خلال الحفلة قدم عمر عدة أغاني اهدى احداها للشعب العراقي غذ تغني فيها ببغداد، كما أهدى أغنيات أخرى لبيروت قدمها واحداها تحت عنوان "نعتب على مين يا بيروت".
وقفة الفنانين العرب هي أقل ما يمكن أن يقدموه للشعب اللبناني البطل الذي عانى ولايزال يعاني الجور والعدوان الاسرائيليين. وهي وقفة تستحق تقديراً خاصاً لهؤلاء الفنانين واشادة بموقفهم على رغم كل ما تطلقه بعض الفضائيات العربية وما تتهم به هؤلاء من استغلال للحدث اللبناني للدعاية والبروز الاعلاميين.
سارة محمد
العدد 1448 - الأربعاء 23 أغسطس 2006م الموافق 28 رجب 1427هـ