لاتزال طهران تجيد لعبة شد الحبل وإرخائه ما يزيد حنق وغيض واشنطن التي طالما عولت على إخضاعها في نهاية المطاف بأسلوب الترهيب أو الترغيب، فالماراثون النووي الذي طالت مسافته ولا تعرف نهايته ولم تتضح ملامحه بعد لم يمثل حال ضعف لإيران أو تراجع، فالعدوان الإسرائيلي الشرس على لبنان وما حققه حزب الله من قلب موازين القوى وتسديد ضربة قوية لخاصرة مشروع الشرق الأوسط - الذي طالما روجت له وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في جولاتها المكثفة للمنطقة والتي هدأت في الآونة الأخيرة - بمنأى عن هذا الماراثون بل وهب طهران زخما لم تكن تحظى به قبل ذلك بهذا المستوى وساهم بشكل لافت في تبديد المخاوف التي حاول البعض ترويجها وسط شعوب المنطقة.
طهران أصبحت اليوم أقوى من ذي قبل عسكريا وإعلاميا ولم تكن المناورات الأخيرة والمسماة بـ «ضربة ذي الفقار» بعيدة عن هذا المضمارفهي عرض وفتل للعضلات أمام القوى الكبرى في العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة و شريكتها «إسرائيل»، قبل أن تلقي بردها على الحوافز أمام الدول الكبرى. وفي انتظار ما يسفر عنه الرد المتزامن مع التهديد الأميركي للجوء للعقوبات والبند السابع فإن المستقبل يحمل معه بعض المخاوف لكن ملامح ردة الفعل لن تصل إلى الجانب العسكري إن لم يكن فشلها اقتصاديا غير مستبعد
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1447 - الثلثاء 22 أغسطس 2006م الموافق 27 رجب 1427هـ