العدد 1447 - الثلثاء 22 أغسطس 2006م الموافق 27 رجب 1427هـ

إدارة القيل والقال

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

كأي مكان يلتقي فيه الناس، المكتب أو الشركة بذاتها هي ملتقى اجتماعي حرفي، إذ يجتمع الكل لهدف العمل و إنجاز أمور المؤسسة. ولا شك بأنكم تعلمون بأنه كلما وجد الناس، كثر الحديث. و عادة يقل التفكير، و يتحول الحديث إلى ثرثرة من دون جدوى، تماماً كما يحدث في المؤتمرات العربية الكبيرة. وبعدها كل ما يبقى هو الكلام الفارغ والشائعات وهدر الوقت.

لا نقول إن الكلام في غير أمور العمل ممنوع أو غير مرغوب، بل نقول إن الكلام؛ وهذا ينطبق في أي وقت ومكان، يجب أن يتحلى بحسن الخلق. »نعلم بهذا! نحن لسنا أطفالاً!« قد يقول البعض، إذ أرد عليهم أن هذا هو الأمر الغريب. أنتم لستم أطفالاً، لكن تتصرفون أسوأ منهم و ذلك بالتشهير و نشر الشائعات والغيبة والنميمة. فأي مستوى من الثقافة والرقي والكرامة المهنية هذا؟؟

الحياة أفعال، ليست أقوالاً. فالكلام هو مجرد وسيلة للاتصال. وإذا أفرطنا به قد نهلك أنفسنا وغيرنا. كم من مرة بثت شائعة في شركة ما مما أدت إلى إنذار أو فصل المسئولين عنها والذين نشروها؟ كم من مرة انفلتت شائعة إلى خارج مكاتب الشركة وأدت إلى كشف الأسرار والأمور المهمة الأخرى للشركة؟ مرات المرات.

وقد تكون الشائعة تخص العمل؛ مثل عن مشروع ما، أو قد تكون شخصية عن فرد ما. وكلاهما من الأمور التي قد تتحول إلى وحش ضاري يلتهم الأحاسيس والقلوب ويؤدي إلى التفرقة والحقد والكراهية. فالمس بالسرية أو ذات الفرد شيء يصعب تقبله، وسرعان ما ينفجر الأمر بشكل مدمر.

ماذا إذاً، علينا أن نعمل؟ فالحديث هو من صفات الإنسان الذي يمكن أن يكون جميلاً جداً أو قبيحاً جداً! فهل نتكلم أو نسكت؟

بل نسمع. قبل أن نتحدث أو نسكت، علينا أن نستمع. أن نعلم بما يقال من قبل الآخرين وموقفنا في الحديث. وألا نتسرع في المشاركة إلا إذا كنا مدركين من مضمون الحديث وملمين بجوانب النقاش المختلفة، خصوصاً تلك الشخصية والحساسة. إلى أين يؤدي بنا الحديث؟ هذا يرجع إلى المستمع. فإذا تناقض الكلام مع حسن الخلق أو حتى الأمانة المهنية، عليك أن تركز على العمل ولا عليك من ثرثرة الآخرين.

في نهاية الأمر، الكلام رخيص ونجد الكثير منه في زمننا هذا. لكن العمل مقارنة بالكلام قليل. فلا ننسى بأن نعمل أكثر ما نتحدث، وأن نبتعد عن الأمور التافهة حتى لو كانت مغرية. فليس كل ما نستمتع به مفيد

العدد 1447 - الثلثاء 22 أغسطس 2006م الموافق 27 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً