على شفا حفرة من الحرب، وليس ثمة من ينقذنا منها سوى القليل من العقل، إما التعليق أو على كل فالطائرات ما زالت على مستويات التحليق تبشر بالنار والدمار. خراب لا جمال فيه، فوضى ليست منظمة، أثبتت الإدارة الأميركية أن فوضويتها لا نظام لها، وعلى الإيرانيين أن يكونوا على مستوى الفهم من ان الفوضى الأميركية أصبحت «مجنونة».
هذه الإدارة الأميركية خلقتها الظروف على عجل، هم لا ينزحون لخيارات الصبر حين تخنقهم لعنة الرغبة أو الاحتياج، لذلك، كان الأميركي دائما ما يضع قطعة «ثلج» في كوب قهوته الصباحية... حين يقتله الإحساس بأن فنجان القهوة بدأ يستنزف وقته!
اما الفرس، فهم «دهاة»، لا ينجزون أحلامهم كلها، لكنهم كما يقول هيكل: «جادون هذه المرة في وقاية بلدهم من ضربة عسكرية محتملة». أما المشهد الثاني ما قد يخرج به الإيرانيون لكن عن ما هو معاكس للدهاء هو أنهم لا يخافون من شيء، وأن الشيطان الأكبر لا يستطيع فعل شيء. فكل شيء في الأرض يحميهم، الشمس معهم، وكذلك الطقس والرياح، سيكون ثمة حضور جارف للميتافيزيقيات... وتلك قصة أخرى.
من المفترض أن يصدر الرد الإيراني الرسمي هذا اليوم، ولابد أن نتوقع رداً لا ينتهي لقرار واضح، إلا أن الحسم الحقيقي سيكون في العشر الأوائل من الشهر القادم حين يقدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريره لمجلس الأمن بشأن مدى التزام إيران بما فرضه عليها المجلس، وعندها تكون الخيارات أكثر دقة ووضوحاً.
الحرب هذه المرة كلفتها عالية، وخسائرها لن تكون محدودة. هي حرب مفتوحة من أولها ولا أخر لها على ما يبدو، المنطقة كلها ستدفع كلفة الحرب ولا مستثنى في اللغة، المزيد من هذه اللغة التخويفية قد يكون حافزاً على تفعيل «الخوف»، إلا أن الإدارة الأميركية التي تتحكم بالبيت الأبيض اليوم باتت لا تعرف كيف تدير ملفاتها، هي ببساطة نالت شرف أن تكون «الأسوأ» في تاريخ السياسة الخارجية الأميركية.
حين تتبعنا المعلومات عن القوة العسكرية الإيرانية بانت لنا ليست كلاسيكية في المطلق، تستطيع إيران أن تفعل الكثير، هي لن تكون قادرة على مجاراة الدمار الذي تستطيع الولايات المتحدة أن تحدثه في ساعات لكنها قادرة على أن تؤلم الأميركيين و«تل أبيب» حقاً. تستطيع الولايات المتحدة أن تعيد إيران لعشرين سنة للوراء، لكن إيران تستطيع أن تجعل من الخليج كرة نار تحرق من فيها.
أخيراً... التقارير الأميركية تبشر بالحرب، والمناورات الإيرانية الضخمة هي كذلك تعطي دلالات المعركة القريبة. لم يبق سوى أن نبحث عن الملاجئ. عادت لغة التخويف نفسها، لن نستبق الأمور... فقد يحدث الإيرانيون أمرا... من يدري... لعل واقعاً جديداً تشهده المنطقة عما قريب
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1446 - الإثنين 21 أغسطس 2006م الموافق 26 رجب 1427هـ