تتكون سنغافورة من جزيرة رئيسية واحدة، إلى جانب 63 جزيرة أخرى صغيرة غير مأهولة في معظمها، لكنها حولت إلى منتجعات سياحية مفتوحة للمواطن والسائح من دون قيود او استثناءات، وأخرى مازالت تنتظرها مشروعات مستقبلية.
سنغافورة تعد إحدى الدول الأكثر كثافة من ناحية السكان البالغ عددهم 6 مرات أكثر من البحرين، لكنهم يعيشون على مساحة مشابهة لبلدنا (تبلغ مساحتها 683 كيلومتراً مربعاً فقط وهذا أقل من مساحة البحرين بقليل).
على بعد دقائق فقط من الجزيرة الأم تجد جوهرة سنغافورة الرائعة «سنتوسا» التي تبلغ مساحتها 390 هكتاراً من الأرض (ويعني اسمها السلام والسكون)، وهذه كانت في السابق قرية صيد، ثم حولت إلى قاعدة بريطانية عسكرية بهدف حماية طرق نقل الفحم والتوابل عبر البحر كموقع جغرافي مهم يقع في جنوب شرق آسيا، ومن بعدها تحولت القاعدة بقلعتها إلى سجن في فترة الاحتلال الياباني لسنغافورة ابان الحرب العالمية الثانية، ولقبها المحليون حينها بجزيرة الموت والاشباح لكثرة الانتهاكات وجرائم القتل التي ارتكبها الجيش الياباني في تلك الفترة.
وعلى رغم هذا التاريخ الذي يمقته السنغافوريون فقد قررت حكومتهم تحويل هذه الجزيرة إلى منتجع ترفيهي مثالي للمواطنين والسواح منذ العام 1972، ويقصدها حالياً الناس من مختلف الجنسيات التي تجد منها ما يمتع الصغير إلى الكبير بمختلف الأنشطة، بينما تبقى قلعة وسجن «سيلوسا» وبواقي مدافعها الموجودة على جبل شاهداً لتاريخ هذه الجزيرة الخضراء.
وإذا ما قارنا البحرين فاننا نسكن في نحو 10 في المئة من مساحة بلدنا ونجد أن الفجوة كبيرة ولا يمكن أن تحقق حلم البحرين بأن تكون سنغافورة الخليج. ببساطة نحن الذين علمتنا مناهج المدرسة في صغرنا ان بلدنا عبارة عن ارخبيل مكون من 33 جزيرة، لكننا لا نعلم شيئا عن باقي جزرنا المجهولة عدا أربعة فقط هي البحرين (جزء منها)، المحرق، سترة، والنبيه صالح.
والسؤال: كيف نريد أن نكون سنغافورة ولا يسمح لنا بالاستمتاع عدا بمنتجع واحد كئيب موجود في طرف جزر حوار لا يتمتع بمقومات السياحة الناجحة؟ أليس من المناسب تحويل جزرنا التي لا نراها إلى منتجعات سياحية وعائلية رائعة؟
السنغافوريون فخورون بماضيهم كما بحاضرهم لأنهم جزء لا يتجزأ من تراب أوطانهم، يحتضنون جزرهم وتحتضنهم، وهو ما نأمل ان يتحقق لنا في يوم من الأيام، لكي نكون مثل سنغافورة
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1446 - الإثنين 21 أغسطس 2006م الموافق 26 رجب 1427هـ