هل ستصير حرب الـ 33 يوماً في لبنان مقدمة لحراك سياسي يشمل كل المنطقة العربية أم فتيل قنبلة سيشعل حرباً شاملة في الشرق الأوسط؟ هذا السؤال فرضته تطورات يوم أمس التي شهدتها الساحة السياسية العربية. والإجابة عليه ستحددها الأيام والتحركات المقبلة.
فمن لبنان التي هدد وزير دفاعها الياس المر بإحالة كل من يخرق الهدنة الراهنة ويطلق صواريخ أو قذائف تجاه «إسرائيل» إلى المحكمة العسكرية، وقول وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس إن على الدولة العبرية أن تدرس إخفاقات الحرب وتعد العدة لحرب ثانية ضد حزب الله، برزت أيضاً تلميحات تهدئة مضادة.
فقد قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الوزيرة تسيبي ليفني شكلت فريق عمل خاصا تحسبا لإجراء حوار محتمل مع سورية، ويكمل هذا الإجراء ما سبق أن قاله بيرتس نفسه عقب انتهاء الحرب في لبنان إذ دعا للدخول في مفاوضات مع دمشق. ومن جهته قال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة إن حرب لبنان قد تمهد السبيل لسلام حقيقي مع «إسرائيل».
هذه التصريحات والتلميحات السياسية وعلى أعلى المستويات لم تطلق صدفة ومن دون مقدمات، بل جاءت متزامنة ومتناغمة مع ما خرج به الاجتماع الوزاري العربي الاستثنائي الذي استضافته القاهرة إذ دعا مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع على المستوى الوزاري في سبتمبر/ أيلول المقبل لتحريك عملية السلام ويعني ذلك أنها ستشمل لبنان وسورية وفلسطين التي صار غالبية أعضاء حكومتها رهن الاعتقال في سجون الاحتلال.
حزب الله حرك الرمال و«حماس» دفعت الثمن فهل ستواصل الدول العربية تقديم التنازلات وتتغاضى النظر عما يحدث في قلب الوطن الصامد والنازف أم ستستغل عودة الروح للجسد العربي وتخوض معركة الدبلوماسية بموقف موحد ومشرف يعيد لنا الحقوق المهضومة
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1445 - الأحد 20 أغسطس 2006م الموافق 25 رجب 1427هـ