من أهم ميزات المدير التي تساعده في قيادته لقسمه وريادته بشكل عام هي القدرة على التخطيط. لكن غير التخطيط، و بنفس الأهمية لدينا المهارة في التفويض. فالمدير في نهاية الأمر صاحب القرار و رب العمل لمن يعمل تحت قيادته.
بعض المديرين يظنون بأن الإدارة هي مجرد أوامر و إعطاء رؤوس الأقلام المتفرقة هنا و هناك. لكن التفويض الفعال لا يقتصر فقط على التفوه بالأوامر (أو في بعض الأحيان، قلة العمل من قبل المدير!) فهو يعتمد على تفاهم مستمر من جانب المدير و مرؤوسه. و لهذا الحد، لدينا عدة نقاط يمكن أخذها في الاعتبار.
أولاً: على المدير أن يتعرف إلى مهارات وميزات أعضاء فريق عمله حتى لا يتفاجأ بقلة أو عدم الإنتاج بسبب ضعف المكلف بالعمل. وعليه أن يساير متطلبات العمل و توظيف من هم مؤهلون للعمل معه.
ثانياً: أكثر من مجرد الأوامر، على المدير أن يعمل من جانبه ليوضح ويفسر ما يريده بأفضل طريقة. قد تكون تلك الطريقة اجتماع، أو رسالة إلكترونية تضمن الهدف الذي يسعى إليه المدير، أو حتى استخدام الوسائل السمعية والبصرية لعرض ما يريده.
ثالثاً: إيضاح متى يجب على الموظف أن ينجز العمل. فإعطاء تاريخ محدد عادة ما يؤدي إلى تسليم المطلوب من دون أي مماطلات.
رابعاً: مساءلة الموظف عن العمل. فإذا كان هناك عمل يجب إنجازه في 10 أيام، على المدير أن يسأل كل 3 أيام ليتفحص عن أي مشكلات أو عقبات واردة. وهذا أيضاً يساعد في تنبيه الموظف إلى أن المدير ما زال في باله العمل و لم يفقد أهميته.
خامساً: وهذا الأمر يصيب الكثير من المديرين الذين يسعون إلى الكمال، قلة الثقة والاعتماد على من فوضوا لإنجاز العمل. ويؤدي تدخل المدير المستمر وإلحاحه و تلقينه هذا إلى حساسية بين المدير والموظفين، مما يسلب القسم جو التعاون والقدرة على التفاهم وحتى العطاء من قبل الموظفين.
هذه نقاط بسيطة لكن لا شك بأنها ضرورية للإدارة المنتجة. فالمشكلة عند معظم الدوائر تقع في سوء الفهم وعدم المبادرة على العطاء من قبل الموظفين. لكن عبر التفويض الذي يهدف إلى التوضيح بدلاً من إشهار السيف أو التسلط على أعضاء القسم، يمكن للمدير أن يصبح بمثابة ميسر بدلاً من معرقل للإنتاج.
والأكثر من ذلك، على المدير أن يتيح المجال لموظفيه للإبداع واستخدام وسائل و طرق جديدة لإكمال الأعمال. عادة ما يوظف المدير من لديهم مهارات مختلفة، وربما تفوق مهاراته. وخسارة أن تهمل تلك القدرات. فالأفضل بأن يحث المدير موظفيه «على التفكير خارج الصندوق» كما يقال. فالنتيجة قد تفاجئ الكل
العدد 1445 - الأحد 20 أغسطس 2006م الموافق 25 رجب 1427هـ