خرج من رحم جريمة اغتيال والده، لم يكن معروفاً من قبل سوى أنه قائد لإمبراطورية والده الملياردير الاقتصادية وليس السياسة، الفارق كبير بين عطاء والده السياسي الساعي إلى تقريب وجهات النظر ولم الشمل وتوجيه القوى نحو إعمار الداخل ونبذ الصراعات وبين أداء الابن الذي يبدو دائماً متخبطاً يقرأ ما يكتب له في خطاباته السياسية.
سعد الحريري لا يجيد الارتجال السياسي كثير التلعثم ضعيف في الأداء الخطابي وغير قادر على طرح الأفكار التي يؤمن بها، كل ذلك يطيح به كمشروع لأبن سياسي يرث إمبراطورية أبيه.
سعد الحريري وبعد 554 يوماً من اغتيال والده الشهيد رفيق الحرير لم يستطع التخلي ولو للحظات عن ذلك الإرث فهو في كل كلمة يدق على أوتار مشاعر الناس بمصاب والده حتى ان صوره لم تخرج إلا وان يكون من ورائه والده.
مشكلتنا كعرب أننا نعيش مبدأ التوريث في كل شيء حتى الانتقال من كراسي الحكم إلى معارك السياسة التي لا تحترم العلاقات البشرية وتقدس الشخصيات القوية القادرة على فرض نفسها بإرادتها وقوتها دون العيش على أوهام سلفها، وإلا فإنها ستكون ألعوبة في أيدي الكثيرين ممن يجيد فن اللعب السياسي. في السياسة لا مجال لمقولة «ابن الوز عوّام» المصرية، وإنما المجال مفتوح امام مقولة:
إن الفتى من يقول هأنذا
ليس الفتى من يقول كان أبي
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1445 - الأحد 20 أغسطس 2006م الموافق 25 رجب 1427هـ