العدد 1444 - السبت 19 أغسطس 2006م الموافق 24 رجب 1427هـ

هوامش بعد انتهاء المعركة...

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

قبل أن يختلط حابلها بنابلها، لابد من تدوين بعض الملاحظات حتى أوان تحليلها وتفكيكها، واقتراح سبل استثمارها لصالح قضايانا العربية والإسلامية، والحفاظ على السلم الأهلي والاجتماعي في بلاد العرب والمسلمين.

أولاً: وحدة الموقف للقوى الداخلية تجاه العدوان على لبنان. إذ أثبت لبنان أنه الأقوى على رغم ضعفه، فإرادة البشر تفوق إرادات الآلات والتكنولوجيا الأميركية.

ثانياً: التعاطف الشعبي العربي والإسلامي مع حزب الله وذوبان الفوارق الطائفية ما يؤكد أن القضية المركزية مازالت في وجدان وضمير الأمة العربية والإسلامية، وهي العداوة القائمة للصهاينة المحتلين. فمن أدنى البحر هنا في الخليج إلى أقصى المحيط، ومن إندونيسيا وباكستان إلى تركيا، وعواصم أوروبية كثيرة. وانتصار العرب قاطبة لحزب الله ولم يشت إلا نكره!

ثالثاً: تأكيد قوى التآمر والاستكبار العالمي (أميركا وبريطانيا...) على الدعم الكامل للكيان الصهيوني الغاصب بالمعدات والأسلحة، والدبلوماسية من خلال المفردات «الرايسيه» الجديدة.

رابعاً: مشروع الشرق الأوسط (الكبير أو الجديد) هو مشروع انقسامات داخلية وحروب وفتن، لا تختلف كثيراً عن مشروع الاحتلال الأميركي في العراق القريب من نظرية الصهيوني «هركابي» في التفجير من الداخل.

خامساً: الحرب التي خاضها حزب الله أعادت حالاً من الائتلاف مع المحيط السني والقومي العربي، هذا الائتلاف كاد أن يقضى عليه بسبب تعاون «بعض» القوى الشيعية في العراق مع الاحتلال الأميركي أو التدخل الإيراني، والوقوع في فتنة داخلية تفتك بالشعب العراقي الشقيق.

سادساً: افتضاح بعض مروجي سيناريوهات ومسرحيات خرافية من أن حزب الله مجرد حامي لجبهة الكيان الصهيوني! وبالتالي فإن صدقية مروجي هذه القصص قضى عليها صمود المقاومة البطلة. ولا يؤخذ منهم قولاً بعد اليوم، إذ سقطت الأقنعة!

سابعاً: بما لا يدع مجالاً للشك فإن حزب الله أثبت قدرة قتالية، وأن الإنسان العربي والمسلم قادر على دحر الاحتلال وشكيمته تفوق صمود الهراوة الأميركية (الكيان الصهيوني).

ثامناً: جاء صدور القرار الدولي (1701) كانتصار سياسي للدبلوماسية العربية، بعد اجتماعها وإجماعها في بيروت على الدعم الكامل للبنان. وعلى رغم ذلك فإنني أعتقد أنه كان من الممكن أن يحصل لبنان على قرار أكثر عدالة من (1701).

تاسعاً: مساندة المسلمين السنة لحزب الله والدعم المعنوي الذي قدمته الجماهير العربية والإسلامية في كل مكان، دليل على أن الشعوب العربية مازالت تنبض بالحياة، وأن الخير في هذه الأمة شاء من شاء وأبى من أبى. وانطلاقاً من هذه الزاوية فإن العروبة بمعانيها السامية ستبقى رباطاً مقدساً يجمع العرب، وأن الإسلام الجامع تحت ظله المسلمين جميعاً.

شكري الجزيل للسيدة العزيزة سكينة (أم أحمد)، والتي هي لي بالمرصاد دائماً من خلال رعايتها ومرورها الدائمين على مقالاتي. اللهم انصر المقاومة الوطنية والإسلامية الشريفة في فلسطين والعراق ولبنان، وفي باقي بلاد المستضعفين

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1444 - السبت 19 أغسطس 2006م الموافق 24 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً