بدأت في الولايات المتحدة الأميركية الانتخابات الأولية داخل الحزبين الكبيرين الديمقراطي والجمهوري، للترشح لمقاعد مجلسي الشيوخ والنواب. المعركة داخل الحزب الديمقراطي حامية، لأن هناك خلافا بين كتلتين احداهما مؤيدة لاستمرار الحرب الأميركية في العراق والأخرى معارضة لذلك. أما في الحزب الجمهوري فالاتجاه الغالب هو الاستمرار في تأييد سياسة الرئيس الأميركي بوش في الاستمرار بالحرب في العراق. أول اختبار لهذا الصراع داخل الحزب الديمقراطي تمثل في المعركة على ترشيح الحزب لممثله في مجلس الشيوخ لولايات كوتيكتكت، ما بين المتنافسين السناتور الحالي جوليبرمان، أول مرشح يهودي لنيابة الرئاسة في انتخابات 2000 إلى جانب مرشح الرئاسة جور والتي فاز فيها المرشح الجمهوري جورج بوش ونائبه ديك تشيني، والمرشح المغمور فيدلامونت جاء فوز الأخير بترشيح الحزب الديمقراطي الأولى 51,8 في المئة مقابل 48,2 في المئة لليبرمان، كمؤشر لأرجحية المعارضين للحرب في العراق على مؤيديها داخل الحزب الديمقراطي. المعروف عن ليبرمان تأييده الثابت والقوي لـ «إسرائيل» وعلى رغم كونه ليبراليا فإنه ايد الرئيس بوش في شنه الحرب ضد العراق ولايزال مستمرا في تأييده بقوة أما تيدلامونت فموقفه يقوم على معارضة الحرب، ومطالبة الولايات المتحدة بالانسحاب من العراق. ليبرمان حظي بدعم الرئيس السابق بيل كلنتون فيما حظي لامونت بدعم زعيم الاقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد ومرشح نائب الرئيس السابق، ادواردز والزعماء الديمقراطيين السود مثل القس جاكسون، وتكتسب هذه الانتخابات الأولوية لاختيار مرشحي الحزب للانتخابات الجزئية لكل من مجلس الشيوخ والنواب أهمية، لانها ستشير إلى ارجحية إما المؤيدين لاستمرار الحرب أو المعارضين لها في مواجه مرشحي الحزب الجمهوري وبالتالي سيترتب على نتائج الانتخابات القادمة اما تعزيز معسكر المؤيدين لاستمرار الحرب، أو اضعاف هذا المعسكر وبالتالي الضغط باتجاه تحول في السياسة الأميركية الرسمية تجاه العراق. في هذه الانتخابات سيجري التنافس في 19 ولاية على 38 مقعدا في مجلس الشيوخ. ليبرمان لم يسلم بهزيمته ويعتزم العودة لمنافسه في الجولة القادمة في اكتوبر/ تشرين الأول المقبل. لكن يتعرض لضغط قيادات الحزب الديمقراطي بالانسحاب في السباق للتركيز على مواجه المرشح الجمهوري. والى جانب الانتخاب الجزئي لمجلس الشيوخ فستجرى أيضاً انتخابات جزئية لمجلس النواب البالغ عدده الاجمالي 432، لكن القضايا المطروحة للتنافس ذات طابع محلي اجمالا، وكذلك الأمر لانتخابات جزئية لحكام الولايات والذي تطغى عليه قضايا محلية أيضاً والمعروف ان الجمهوريين لهم غالبية مقعد واحد في مجلس الشيوخ ولهم غالبية 29 مقعداً في مجلس النواب، مجموعة مقاعد حكام الولايات التي سيتم التنافس عليها 36 ولاية من بين 50 ولاية
إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"العدد 1444 - السبت 19 أغسطس 2006م الموافق 24 رجب 1427هـ