ما ان شارفت الحرب على لبنان أن تضع أوزارها بالتوصل لقرار وقف إطلاق النار بعد مخاض عسر بسبب التعنت الأميركي حتى خطفت قضية الكشف عن شبكة «إرهابية» تخطط لتفجير طائرات مدنية بريطانية متوجهة لأميركا تغطية وسائل الإعلام الغربية متزامنة مع آخر يوم والأصح آخر فرصة متاحة للجيش الإسرائيلي في مواصلة وحشيته وهمجيته على لبنان من دون اعتبار لما تحصده آلته الحربية من قتلى مدنيين أطفالاً أو نساءً أو شيوخاً كانوا، فالصحافة البريطانية خصوصاً وعلى مدى شهر كامل كانت الحرب على لبنان تحتل صفحاتها الأولى وتحتل صور الدمار والمجازر مساحة بارزة فيها، وما أن أعلن الجهاز الأمني في لندن القبض على 24 شخصا يخططون لشن عمليات انتحارية حتى تراجعت التغطية الخبرية عن الحرب على لبنان إلى الصفحات الداخلية. ما أثار الشكوك بشأن صدقية هذه الأخبار ولم يكن هذا الشك منطلقاً من عقدة المؤامرة بل هو توقيت الحادثة وهو ما دفع أحد النواب البريطانيين للتصريح بشكه بشأن صدقية الحادثة، كما أن الشرطة البريطانية أطلقت سراح أحد المتهمين ولم تثبت التهم حتى الآن. وأدت هذه الحادثة وما تلاها من رفع حال الخطر وتعطيل لمصالح المسافرين وازدحام لم تشهده مطارات الدول الكبرى إلى هلع وخوف من كل شيء، فطائرة تعود أدراجها وتبث وسائل الإعلام عن محاولة تفجير الطائرة ثم تتضح الصورة بأن الحادث كان مجرد شجار بين راكب ومضيفة، وطفل لم يبلغ الثانية عشرة من عمره يخترق الإجراءات الأمنية فيصعد على متن إحدى الطائرات من دون جواز أو تذكرة ولا يكتشف الأمر إلا من خلال ملاحظة عدد الركاب. وتكشف مصادر بريطانية أن 20 ألف حقيبة سفر فقدت في مطاراتها بسبب الفوضى التي شهدتها والإجراءات الأمنية المشددة. وهكذا تستمر القصة التي ستنتهي كما يرى البعض عند حدها ويطلق سراح المشتبه فيهم وتعود الأمور إلى ما كانت عليه بانتظار حدث يحتاج إلى إجهاض إعلامي حتى لا يسرق الأضواء ويكشف عورات «الاستكبار العالمي»
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1443 - الجمعة 18 أغسطس 2006م الموافق 23 رجب 1427هـ