أرسلت شركة داينكورب إنذاراً وتهديداً إلى جميع عمالها قبل أن تقدم النقابة على تنفيذ وعدها بالإضراب عن العمل في 14 من الشهر الجاري. الغريب هو إدخال الشركة للسفارة الأميركية في القضية وذلك من خلال إرسال نسخة من الانذارات إلى السفارة الأميركية، بالإضافة إلى وزارة العمل والاتحاد العام لنقابات عمال البحرين. إقحام السفارة الأميركية في القضايا العمالية التي يحكمها وينظمها قانون بحريني يجب أن تحترمه الشركة وتتبعه حتى ولو لم ترض عنه أميركا، وذلك بحسب الاتفاق الذي ادخلها لمزاولة نشاطها على أرض المملكة يعطي بعداً آخر وسياسياً غير معروف حتى الآن. صحيح أن الشركة أميركية وتعمل على تنفيذ أعمال الصيانة في القاعدة الأميركية، لكن من غير الصحيح أن يتم إقحام السفارة الأميركية في القضايا العمالية العادية التي هي شأن بحريني لا علاقة لأميركا فيه، إلا إذا كانت هناك أمور أخرى مازالت خفية، ومنها بحسب تصوري ابعاد البحرينيين وخصوصاً في هذا الوقت عن العمل في القاعدة الأميركية. عمال داينكورب لم يهددوا مصالح الشركة بل هم أشد من يخاف عليها لأنها في النهاية مصدر أرزاقهم، ما يطالبون به المساواة بينهم وبين الأجنبي الذي يلقى الاهتمام الأكبر من قبل الشركة الأميركية، فهل يعقل أن يعطى عامل أجنبي علاوة أكل 52 ديناراً ويحرم منها البحريني؟ فهل البحريني لا يأكل مثلاً، أم أن الأجنبي لا يتسلم أجراً كالبحريني، وهل يستحق هذا الخلاف إقحام السفارة في القضية؟
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1443 - الجمعة 18 أغسطس 2006م الموافق 23 رجب 1427هـ