في سويسرا أعلن المكتب الفيدرالي للطاقة حديثاً أن سويسرا، يجب أن تنتج مع حلول العام 2010 عشرة أضعاف كميات طاقة الرياح التي تنتجها حالياً. وهي كمية ليست كبيرة فعلاً، إذ أنها لن تغطي سوى مقدار 0.1 في المئة من احتياجات سويسرا من الكهرباء.
وحدد المكتب الفيدرالي للطاقة 28 موقعاً جديداً لإقامة محولات طاقة الرياح وطواحينها عليها، لكنه عمد إلى إشراك المنظمات الممثلة للبيئة في عملية اختيار تلك المواقع، وذلك لكي يضمن تأييداً أوسع لمشروع «طاقة الرياح - سويسرا»، وليتغلب في الوقت ذاته على المعارضة المتوقعة لتخصيص أراضٍ جديدة لتلك المنشآت، التي ستأتي لا محالة على حساب الأراضي الزراعية.
وسيتم إنشاء محطتين لتوليد طاقة الرياح في منطقة الجورا بكانتون برن، لرفع طاقة إنتاج الكهرباء بنسبة 80 في المئة. وبصورة أكثر تحديداً، ستغطي المحطتان احتياجات 2700 بيت من الطاقة الكهربائية.
ويعود اختيار منطقة الجورا البرناوية لإنشاء المحطتين إلى موقعها المثالي، ولذلك يعتزم المكتب الفيدرالي للطاقة إنشاء 10 محطات من هذا النوع، والتي ستغطي احتياجات منطقتي نيون وديليمون، وبصورة خالية تماماً من التلوث، على حد تأكيدات المكتب.
الصين
أما في الصين فتوجد الأراضي الشاسعة الأرجاء التي يتخللها الكثير من الأنهار والروافد والتي تتمتع بموارد مائية وفيرة، وفروق انحداراتها كبيرة، قادرة على توليد طاقة كهرومائية عظيمة. وبحسب الاحصاءات إن احتياطى الطاقة المائية في الصين يصل الى 680 مليون كيلوواط، ويستطيع توليد طاقة كهرومائية سنوياً تبلغ 5 تريليونات و920 مليار كيلوواط/ ساعة، وتبلغ سعة المولدات الكهرومائية بالاستفادة من الموارد المائية القابلة للاستغلال، 378 مليون كيلوواط، وتستطيع توليد طاقة كهرومائية سنوية تبلغ تريليوناً و920 مليار كيلوواط /ساعة. لذا تحتل الصين المرتبة الأولى في العالم سواء من حيث احتياطي الموارد المائية أو الموارد المائية القابلة للاستغلال.
ويصل مجمل احتياطي طاقة الرياح في طبقة الهواء فوق ارتفاع 10 امتار عن سطح الأرض بالصين الى 3 مليارات و226 مليون كيلوواط، ومن المتوقع ان يصل احتياطي طاقة الرياح القابلة للاستغلال في البر الصيني الى 253 مليون كيلوواط، اما احتياطي طاقة الرياح فوق عرض مياه البحر القريبة من السواحل فيبلغ ثلاثة اضعاف مثيله في البر الصيني. وتنتشر المناطق الغنية بطاقة الرياح بصورة رئيسية في المروج والصحراء الواسعة بشمال الصين وشمال غربيها وشرقها والمناطق الساحلية والجزر بشرق الصين وجنوب شرقها . وغالباً ما لا يتوافر إنتاج الطاقات التقليدية في المناطق المذكورة، وتكون الرياح في هذه المناطق عادة قوية في فصلي الشتاء والربيع مع قلة نزول المطر، أما في الصيف فتصبح الرياح خفيفة مع الأمطار الغزيرة، مما يلائم تطوير توليد الكهرباء بطاقة الرياح مع توليد الطاقة الكهرمائية على حد سواء.
وفي نهاية العام 1998 تم بناء نحو 20 محطة توليد كهرباء بالاستفادة من طاقة الرياح في الصين وبلغ مجمل سعة مولداتها أكثر من 223 ألف كيلوواط، ويشار إلى أن محطة الكهرباء التي تعمل بطاقة الرياح الموجودة في مدينة دا بان تشينغ بشينجيانغ، هي أكبر محطة من نوعها في الصين بل وحتى في منطقة آسيا كلها، ومزودة 121 مجموعة من المولدات الكهربائية التى تعمل بطاقة الرياح، وبلغ مجمل سعة توليدها الكهربائي أكثر من 57 ألف كيلوواط. وحتى الآن لا تشكل سعة المولدات الكهربائية التى تعمل بطاقة الرياح في الصين الا واحدة وأربعة أعشار بالالف من احتياطى طاقة الرياح القابلة للاستغلال والذي تنتظره آفاق تطور واسعة.
إلى جانب، كل ذلك هناك موارد الطاقة الشمسية المتوافرة في الصين، إذ ان البر الصيني تتوافر به طاقة شمسية كل سنة تعادل طاقة ضخمة يحتاج توفيرها الى تريليونين و400 مليار طن من الفحم، ويتمتع ثلث مساحة أراضي الصين بأشعة شمس كثيرة وتتجاوز كمية الإشعاع السنوي في كل متر مربع 6 آلاف ميغا جول، وتزداد الى ثمانية آلاف وأربعمائة ميغاجول في كل متر مربع في شمال غربى التبت باعتبارها احدى أغنى مناطق بموارد الطاقة الشمسية في العالم. وعلم ان أول محطة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية في الصين بنيت في قرية قولقوتاي بولاية بالينيو بمنطقة منغوليا الداخلية، وطاقاتها 560 واط، وبدأ تشغيلها في 11 أكتوبر/ تشرين الأول العام 1982.
وحديثاً قررت الحكومة الدنماركية أنها ستمنح الحكومة الصينية 6 ملايين يورو كمساعدات لتنمية طاقة الرياح في شمال شرق الصين.
وفي إطار اتفاق وقعه نائب وزير التجارة يب شياو تشون وسفير الدنمارك لدب الصين لوريدز ميكالسن سوف تمول المساعدات مشروعات توليد الطاقة من الرياح في مقاطعات هيلونغجيانغ ولياونينغ وجيلين.
مع امتلاكها القدرة على توليد طاقة تقدر بـ 3122 ميغاوات، تتصدر الدنمارك العالم في صناعة مولدات تعمل بالرياح وناقلات الهواء المضغوط وتقييم الموارد.
يهدف المشروع الذي يستكمل خلال أربعة أعوام إلى تحسين قدرة الصين على توليد الطاقة من الرياح وتسهيل التبادلات الثنائية في تكنولوجيات طاقة الرياح، حسبما ذكرت مصادر وزارة التجارة.
ومن أجل تخفيف نقص الطاقة في الصين، وضعت لجنة الدولة للتنمية والاصلاح خطة لدفع الاستثمار والتحديث التكنولوجي في طاقة الرياح في مطلع هذا العام.
وفي إطار الخطة ، من المتوقع ان يصل حجم طاقة الرياح في الصين إلى 20 مليون كيلووات بحلول العام 2020. وقد وصل هذا الرقم في العام الماضي إلى 1.266 مليون كيلووات.
ألمانيا
هناك ما يزيد على 18 ألف توربين للرياح تدور في ألمانيا وتوافر طاقة الرياح وظائف لما يزيد على 64 ألف شخص . وأنتجت مولدات الرياح الالمانية في العام 2005 ما يزيد على 26 مليون كيلووات في الساعة من طاقة الرياح. وتمد توربينات الرياح في الوقت الحالي ألمانيا بـ 5 في المئة من طاقتها الكهربائية وسيزداد هذا الرقم ليصل الى 20 في المئة بحلول العام 2020. وينبغي وفقاً للخطوط العامة المحددة بواسطة الاتحاد الاوربي ان تسهم الطاقة المتجددة بنسبة 21 في المئة في توليد الطاقة الاوروبية بحلول العام 2020. ولكي تحقق المانيا ذلك يجب عليها أن تنتج على الأقل 12.5 في المئة من طاقتها باستخدام موارد الطاقة النظيفة بحلول العام 2010 بينما يبلغ نصيبها فعليا اليوم 10.2 في المئة.
وبالإضافة إلى استغلال طاقة الرياح، تعد ألمانيا من أكثر دول العالم تقدماً في مجال استغلال الطاقة الشمسية حيث استطاعت خلال العام 2004 تركيب خلايا شمسية بقدرة 300 ميغاوات، وهذه القدرة تمثل ثلث الإنتاج العالمي و8 أضعاف الخلايا الشمسية المركبة في ألمانيا في العام 2000. بذلك تحتل ألمانيا المركز الأول في العالم في مجال إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. وخلال العام 2004 انتهى بناء اكبر محطة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية في العالم لتزويد 1800 منزل بالكهرباء في الشطر الشرقي من ألمانيا في ولاية ساكسونيا. وقد تم تركيب 33500 لوحة شمسية في المحطة التي تبلغ طاقتها 5 ميغاوات. وتصنع الخلية الكهروضوئية، التي تملك القدرة على تحويل ضوء الشمس مباشرة إلى طاقة كهربائية، من عنصر السيلكون النقي الذي يتم معالجته كيميائياً، وهو عنصر متوافر بكثرة في القشرة الأرضية.
الفلبين
وضعت الحكومة الفلبينية هدفاً بمضاعفة سعة إنتاجها للطاقة المتجددة بحلول العام 2013، وتهدف هذه الخطة إلى توفير 4700 ميغاوات من الطاقة النظيفة المولدة من مصادر طبيعية للطاقة كالرياح، والطاقة الشمسية، والمياه، والطاقة الحيوية، مما سيرفع من نصيب الموارد المتجددة الطبيعية في إجمالي إنتاج الطاقة إلى 40 في المئة تقريباً.
وفي إطار خطة الحكومة الفلبينية للتقليل التدريجي من الاعتماد على الوقود المستورد مثل النفط والغاز الطبيعي، انخفضت نسبة المستورد منه إلى 39.2 في المئة العام الماضي نسبة إلى إجمالي موارد الطاقة في الفلبين، وذلك بعد أن تم توليد 7400 ميغاوات من الطاقة بواسطة الرياح، تبعاً لما ورد في دراسة للمؤسسة العالمية للحياة البرية، وهي طاقة كافية لمد 19 مليون منزل بالكهرباء.
النفط باق؟!
جاء في تقرير خاص يأتي نشره سابقا على المؤتمر الدولي لمصادر الطاقة المتجددة الشهر المقبل في بون بألمانيا أن مصادر الطاقة النظيفة تتهيأ لانطلاقة عالمية.
تبقى ضرورة الإشارة إلى التقرير الصادر عن معهد «ويرلدووتش» وهو جماعة ضغط بيئية مقرها واشنطن إلى أن القدرة العالمية على إنتاج طاقة من الرياح زادت من بضعة آلاف ميغاوات في العام 1990 إلى أكثر من 40 ألف ميغاوات في عام 2003 وهو ما يكفي لتغذية 19 مليون بيت في بلدان متقدمة بالكهرباء. وتبلغ قيمة المبيعات من طاقة الرياح أكثر من 9 مليارات دولار في العام ويعمل في مجال توليد الطاقة من الرياح أكثر من 100 ألف فرد في العالم.
وارتفع إنتاج الطاقة الشمسية من بضع مئات ميغاوات في العالم العام 1990 إلى أكثر من ثلاثة آلاف ميغاوات العام الماضي وفقاً لما جاء في تقرير ويرلدووتش «توجيه مسار الطاقة المتجددة في القرن 21».
ويشير التقرير إلى أن «الأسواق العالمية لمصادر الطاقة المتجددة لا تعدو أن تكون في مستهل توسع جذري بدأ من مستويات منخفضة نسبياً».
كل هذه الجهود العالمية الباحثة عن مصادر، والمنفذة لمشروعات، بديلة للطاقة التقليدية تقول: «وداعاً للنفط» في المستقبل المنظور القريب. أو ربما على المستوى المتوسط... وحدنا العرب المصرين على مواصلة حلم «النفط باق»
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1443 - الجمعة 18 أغسطس 2006م الموافق 23 رجب 1427هـ