العدد 1443 - الجمعة 18 أغسطس 2006م الموافق 23 رجب 1427هـ

البطولات المتأخرة

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

لم يكن الداخل اللبناني يحتاج بعد فضيحة مرجعيون، التي ظهرت فيها قوات الأمن الداخلي اللبناني قوات حماية للإسرائيليين أكثر من خطابات البطولات المتأخرة من قبل السوريين حتى يزداد الوضع سخونة وحدة. قوى 14 آذار كانت في وضع «أزمة»، وفهمت إحداثيات الحرب بطريقة مروان حمادة ذلك الباحث عن أسباب الفتنة بأية طريقة كانت، ولم يكن غريباً البتة أن يخرج علينا من حمادة زعيمه الروحي «جنبلاط» ليلقي خطاباته المرتجلة في توقيت أقل ما يمكن أن نصفه به أنه توقيت لا يحتمله لبنان، ولا تستوعبه عائلات الشهداء الذين مازالت أجساد أبنائهم وبناتهم تحت الانقاض. ولهذا، كان لابد للخطاب السياسي السوري أن يحاول الاستعراض على حساب حزب الله ليقفز لمراحل متقدمة تحوي حقيقة مقلقة نخاف من أن تتمثل واقعاً بسرعة لا يمكن التعامل معه بموضوعية وهدوء، لبنان الخارج من هذه الحرب لا يحتمل هذه التراكمات اللامسئولة من أي طرف كان. السوريون الذين باتوا منشغلين عن «الجولان» باتوا يعرضون ­ مجاناً ­ مسلسلات البطولة الوهمية، نزوحاً نحو تصفية حسابات الخروج السوري من لبنان ذليلاً غير مأسوف عليه. لا يستطيع حزب الله أن يتنكر للدور السوري في دعم المقاومة اللبنانية وحزب الله تحديداً لكنه بات جراء هذه السلسلة من البطولات الوهمية ثقلاً على المقاومة داخل الدائرة اللبنانية المغلقة. الكثير من الأوراق ستظهر وليست حركة 14 آذار في مأمن، والنزوح نحو حوار شوارع داخلي سيكون له ثمنه الباهظ على شتى الأطراف، وموازين القوى لا يمكن الرهان عليها في تسلسل لا رابح فيه. لا يشك أحد في أن قوى 14 آذار باتت تتخبط في مواقف لا مسئولة إلا أن سورية ليست من سيلعب دور الحمل الوديع هكذا فجأة. الإزعاج السوري للبنان تاريخي لا ينتهي، والاطماع السورية ­ التي كانت قوى 14 آذار أكثر من استفاد منها إبان الوجود السوري ­ حاضرة في الداخل اللبناني على الدوام. الباقي... هو أن محاسبة مكشوفة لن يكون حزب الله هو ضحيتها، وأن على قوى 14 آذار أن تتفهم أنها لن تستطيع محاصرة حزب الله بهذه الأدوات التقليدية البالية، وأن حزب الله بات أكثر من حقيقة لبنانية، أصبح هذا الحزب رقما إقليمياً لا يستهان به، نجح حزب الله الإنسان ولن تجدي أي مهاترات لجنبلاط أو غيره في تغيير الحقائق التي أصبحت حقيقة على الأرض. يستطيع من أراد الفهم أن يفهم هذا الواقع الجديد في خارج لبنان وداخله من باب أولى، وعلى الباقين أن يتفرغوا لترف التصريحات الفارغة بجانب كلب للزينة، أو حلم قديم مات وانتهى

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1443 - الجمعة 18 أغسطس 2006م الموافق 23 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً