العدد 1442 - الخميس 17 أغسطس 2006م الموافق 22 رجب 1427هـ

أنا أميركي بروح مسلمة

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

أحب أميركا ليس لأنني متأثر بوهم مخادع أنها كاملة وإنما لأنها تسمح لي أنا ابن المهاجرين المسلمين من الهند بالمشاركة في تقدمها وأن أحفر مكاناً في وعدها وألعب دوراً في إمكاناتها. جون ونثروب أحد المستوطنين الأوروبيين الأوائل في أميركا أعطى صوتاً لهذا الشعور بالإمكان. أخبر زملاءه من الوطنيين أن مجتمعهم سيكون مثل مدينة على تلة، نبراساً للعالم. كان أملاً متجذراً في إيمان ونثروب المسيحي ولا شك أنه تخيل مدينته على «تلة» ووسطها برج كنيسة. عبر القرون بقيت أميركا دولة عميقة في الدين بينما أصبحت في الوقت نفسه تعددية بشكل ملفت للنظر. بالتأكيد نحن الأكثر تديناً في الغرب والأكثر تنوعاً في العالم. برج الكنيسة في وسط مدينة على تلة أصبح الآن محاطاً بمآذن لمساجد مسلمة وكتابة عبرية على جدران كنيس ومعابد بوذية وصوت صلاة الكهنة البوذيين وتماثيل المعابد الهندوسية. الواقع أن هناك مسلمين أكثر في أميركا مما يوجد من الأسقفيين البروتستانت وهي الطائفة التي تنبأ الكثيرون بأنها ستكون طائفة المؤسسين الأوائل. قبل مئة سنة حذر العالم الأميركي الإفريقي دوبوا أن مشكلة القرن ستكون لون العرق. القرن الحادي والعشرين سيسيطر عليه لون مختلف لون العقيدة. من أيرلندا الشمالية إلى جنوب آسيا من الشرق الأوسط إلى أميركا اللاتينية يقوم البشر بالاتهام والإكراه والقتل باسم الله. أهم الأسئلة وأكثرها إلحاحاً في بلدي (أميركا) وديني (الإسلام) وجميع أبناء الله قد تكون، كيف يمكن لأناس لديهم أفكار مختلفة بشأن الجنة أن يتفاعلوا معاً على الأرض؟ هل سيتعلم برج الكنيسة ومئذنة المسجد والكنيس والمعبد كيف يتشاركون في المساحة في مدينة جديدة على «التلة»؟ اعتقد أن روح الشعب الأميركي وخلط التسامح مع التبجيل وقد يكون لها شيء خاص تساهم به في هذا المجال. أميركا مكان عظيم يجتمع فيه بنو البشر، معظمهم من أماكن أخرى. العبقرية الأميركية تقبع في السماح لهؤلاء البشر بالمساهمة بنسيجهم في التقاليد الأميركية ليضيفوا نوتة موسيقية جديدة للأغنية الأميركية. أنا أميركي بروح مسلمة... روحي تحمل في طياتها تاريخ طويل من الأبطال والحركات والحضارات التي سعت نحو الاستسلام إلى رغبة الله تعالى. روحي أنصتت عندما أطلق النبي محمد (ص) رسالته المركزية في الإسلام العدالة والتوحيد. في العصور الوسطى انطلقت روحي إلى الشرق والغرب، فصلت في المساجد ودرست في مكتبات المدن الكبرى والعظمى في القرون الوسطى مثل القاهرة وبغداد وقرطبة. روحي استدارت مع الرومي وقرأت أرسطو وسافرت عبر آسيا الوسطى مع ناصر خسرو. في عهد الاستعمار تحركت روحي المسلمة من أجل العدالة، فسارت مع عبدالغفار خان وخوداي خدماتغارس في مسيرة السلام (ساتياغراها) لتحرير الهند. وقفت مع فريد اسحق وإبراهيم موسى ورائد عمر وحركة المسلمين الشباب في نضالهم من أجل جنوب إفريقيا متعددة الثقافات. في إحدى عيني أحمل هذه الرؤية المسلمة القديمة من التعددية، وفي العين الأخرى أحمل الوعد الأميركي. وفي قلبي أصلي أن نتمكن من تحقيق هذا الاحتمال: مدينة على «تلة» تشترك المجتمعات الدينية المختلفة فيها باحترام المساحة وتخدم كجماعة الصالح العام. عالم تتعرف شعوب متنوعة على بعضها بعضاً بروح من الأخوة والصلاح، قرن نحقق فيه معاً حياة مشتركة.

* مدير نواة الديانات للشباب في شيكاغو، والمقال ينشر بالتعاون مع خدمة «كومن غراوند

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1442 - الخميس 17 أغسطس 2006م الموافق 22 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً