يبدو أن أعضاء الكتلة الصامتة في مجلس النواب تعبوا من صمتهم المطبق الذي استمر على مدى أربعة أعوام متواصلة، وبدأوا في تعلم الكلام من جديد. ولا يخفى على احد أن توقف صمت هؤلاء النواب كان بغرض خوض الانتخابات النيابية من جديد، فبعد هذا الصمت الطويل، أدرك هؤلاء النواب أنهم بحاجة إلى الظهور على الساحة من جديد بغرض تذكير ناخبيهم بأنهم مازالوا موجودين، بعد إدراكهم أن هؤلاء الناخبين نسوا حتى أنهم كانوا مارسوا حقهم الانتخابي وأن أصواتهم هذه ضاعت هباء، وأن عزاءهم الوحيد كان في ما تظهره شاشة التصويت الالكتروني من أصوات مؤيدة أو معارضة لما يطرح في المجلس من نقاشات.
ولا أدري على من يقع اللوم في وصول هذه التركيبة إلى مجلس النواب، التي كان وجودها لا يغني ولا يسمن من جوع، ربما يعود ذلك إلى سوء توزيع الدوائر الانتخابية، وربما يعود إلى حداثة التجربة وقلة وعي الناخبين بالمعايير الواجب توافرها في مرشحيهم، وربما تكون الأربعة أعوام هذه سبيلا إلى رفع هذا الوعي، وخصوصا أن هذه الفئة من النواب لم يحققوا لناخبيهم شيئا يذكر حتى على صعيد توفير الخدمات لأهالي مناطقهم.
الأمل الوحيد في ظل إصرار الحكومة على ما يبدو في إبقاء توزيع الدوائر الانتخابية على ما هو عليه، هو في الناخبين الذين نأمل أن يكونوا على يقين بأنه ليس في الصلاح من شيء في أن يعمل المجلس بثلاثة أرباعه فقط
إقرأ أيضا لـ "أماني المسقطي"العدد 1441 - الأربعاء 16 أغسطس 2006م الموافق 21 رجب 1427هـ