بعد أن عصفت رياح المشكلات بمسلسل الفنانة زينب العسكري الأول «عذاري» بين أخد ورد تطرح قريباً مسلسلها «بلا رحمة» لشهر رمضان المقبل والذي يعد ثاني إنتاج درامي لشركة «بنت المملكة» ، هذا ومن المتوقع أن يحذو المسلسل طريقاً مغايراً عما ألفناه في «بكائيات» اقصد مسلسلات الخليج إذ يتطرق إلى قضايا اجتماعية تمس لب المجتمع وأدق تفاصيله باعتباره نظرة المجتمع للمرأة الفنانة، العاملة وصولا بالزواج العرفي وإقبال السيدات الكبيرات في السن على الزواج برجال في مقتبل العمر عازين ذلك للفراغ العاطفي وغياب الحنان. ولم يغفل المسلسل فئة مهمشة في مجتمعنا وهي «ذوي الإحتياجات الخاصة» فضلاً عن تخلل السناريو لمشاهد كوميدية تخفف من هموم المجتمع وتداعيات ظروفه الصعبة والقاسية، يذكر أن السيناريو والحوار من إعداد أسمهان توفيق وإخراج محمد سلمان، هذا ويشارك في العمل نخبة من نجوم البحرين والخليج.
وعلى عجالة نذكر أدوار طاقم المسلسل الفني إذ تلعب دور البطولة الفنانة زينب العسكري مجسدة دور امرأة عاملة ذات ثروة طائلة تقع تحت اطماع البشر والنفوس المريضة فيما يلعب الفنان علي جمعة دور الرجل المزواج الذي يستغل الزواج العرفي لنيل مآربه، و يقدم سعد البوعنين الشخصية المرحة والكوميدية «كالعادة» يقابلها شخصية شريرة تجسدها زهور حسين ولا يخلو المسلسل من عنصر الخير مع جمال الغيلان، باختصار المسلسل يعد مليئاً بالأفكار والقيم والموضوعات والوقت وحده كفيل لتقييم مدى فعالية طرح تلك الأفكار والقيم المجتمعية في قالب مسلسلي يضمن عدد من الوجوه الصاعدة، بالأسلوب المناسب لتحقق الهدف المرجو منها.
ولسنا هنا بصدد الحديث عن المسلسل الذي نال نصيب الأسد من صفحات الصحف المحلية بل جل ما لفت انتباهنا وجه صاعد يتسم بروح «الشقاوة» والإقبال على عنفوان الحياة بكل عفوية وتلقائية مجسدا دورا صعبا يستعصي غض النظر عنه بقدر ما يصعب دفن رأسنا في الرمال للقضية المجتمعية التي يجسدها وهي انتشار المخدرات وتفشي الإدمان بين أوساط «البنات» لاسيما طبقة الأثرياء الذين يقعون فريسة الإهمال الأسري والخلل المجتمعي.
دور توعوي لا ناقد أجوف
تطل علينا لأول مرة لمياء في مسلسل «بلا رحمة» كفتاة تنظر للحياة بمنظار تمردي، ناقم، رافض أي نصائح لتعيش اللحظة بعيداً عن كلام الناس والعرف والتقاليد فضلاً عن الصواب والخطأ فلا تكتفي بتجسيد دور فتاة تقع فريسة الإدمان على المخدرات وإنما تتعداه لتمسي آلية للمتاجرة به لاسيما بين أوساط صديقاتها البنات، قد تكون القضية شائكة وصعبة التصديق لاسيما في مجتمع بسيط وغير معقد كالبحرين إلا أنها بلا شك موجودة لذا استوجب التطرق لها على حد قول لمياء لا من باب النقد الأجوف والتشهير بعيوب مجتمعنا وإنما بدافع التوعية والنصح ولحلحة عقول ونفوس المعنيين والمسئولين للضرب بيد من حديد على تلك الفئة من جهة وقرص آذن كل أسرة ترمي أبناءها وبناتها في دائرة النسيان والإهمال من جهة أخرى.
ومع أن هذا الدور يعد التجربة «الوليدة» لسجل لمياء الفني إلا أنها آثرت أن يكون دورا صعبا لكي يترك أثرا فعالا منذ أول ظهور لها في نفوس وعقول الجماهير ولم تخش أن يرفضها الجمهور على غرار كل الممثلات اللاتي يفضلن أدوار الخير والطيبة في أول ظهور لهن لكي يكسبن تعاطف الجمهور وتصفيقه بعد انسدال الستار.
ولم تخف لمياء سعادتها بتأدية هذا الدور معربة عن حبها لأدوار الشر والأدوار الصعبة التي يتضمن مضمونها هدفاً إنسانياً ويبث رسالة توعوية لا سيما في ضل تشجيع أهلها والدعم الذي تلقاه من الفنانة زينب العسكري التي رشحتها شخصياً لأداء هذا الدور الصعب.
وللمياء وجهة نظر فنية على رغم قصر عمرها الفني تكمن في ضرورة قبول الممثل لأي دور يناط بيه لا من باب التنازل وإنما لإيمانها بأن الفنان هو من يصنع الدور لا الدور من يصنعه وهو الوحيد القادر على تقمص الشخصية مهما كانت إذا توافرت له الموهبة الفنية أولاً وأخيراً، وفيما يخص الواقع الفني فهي ترى أن مستوى العروض الفنية في الخليج عموماً ومملكة البحرين خصوصاً قد وصل إلى مراحل متقدمة سواء على مستوى الفكرة أو الأداء في ضل تشجيع الفنان البحريني ودعمه.
وقبل أن نختم تقريرنا نطرح بدايات لمياء إذ تروي لنا على عجالة عن سجلها الفني و خطواتها بعد ما بدأت من المسرح المدرسي، وعروض الأعياد الوطنية لتحضى بفرصة التمثيل في مسلسل بعرض في موسم حافل «موسم رمضان المبارك» متمنية مزيداً من التعاون مع الفنانة زينب العسكري، مريم فيصل، هبة الدري ومريم الصالح.
أما ما يخص أجندة أعمالها فترى لمياء أن على الفنان ألا يشتت أفكاره وقدراته بكثرة الأعمال في وقت واحد وهذا هو السبب الذي رفضت لأجله العرض الموجه لها في الامارات «الأماكن» على أمل أن يلقى عملها في «بلا رحمة» قبولاً جماهيرياً وبصمة لا تنسى
العدد 1441 - الأربعاء 16 أغسطس 2006م الموافق 21 رجب 1427هـ