فاز الممثل ماندي باتينكين بجائزة ايمي على تجسيده الممتاز لدور الدكتور جيفري غيغر في مسلسل «شيكاغو هوب». كما أنه قام بتمثيل دور تشي جيفارا في فيلم «إيفيتا» الذي نال عليه جائزة طوني أووارد. بالإضافة إلى ذلك فهو صاحب حضور دائم ومتميز على مسارح الحفلات الموسيقية، وتتضمن أدواره التلفزيونية شخصيات الطبيب، والأحدب والرجل الميت. والآن، يطل على شاشة «تي في لاند» من خلال مسلسل كريمينال مايندز Criminal Minds الذي يعرض قريباً على شبكة شوتايم اعتباراً من 17 أغسطس/ آب كل خميس في الساعة 20.00 بتوقيت السعودية. ويقوم ماندي بدور العميل السري جايسون غيديون الذي يقود فريقاً من نخبة عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية المحترفين الذين يقومون بتحليل عقول أعتى المجرمين، كما يتحسبون خطواتهم التالية قبل القيام بضربتهم من جديد. شوتايم التقت الممثل - المغني ماندي وكان لها معه هذا الحوار:
هناك الكثير من مسلسلات التحقيقات الجنائية إلا أن هذا المسلسل يختلف عنها. فما الذي شد انتباهك لمسلسل كريمينال مايندز؟
- أنا أريد أن أعمل وحسب. وأنا أقدم الحفلات الموسيقية بنفسي بصحبة عازف البيانو لذلك احب أن أقوم بالتمثيل في فيلم أو مسلسل تلفزيوني لأنني أحب مجتمع العمل والجو العملي. من ثم جاء هذا الدور، وبغض النظر عن جودة النص، فالأمر بالنسبة لي كالصيد مغمض العينين لأنه قد يحصل الممثل على نص حوار جيد ويقوم طاقم الإخراج والإنتاج بإفساده. لذلك يحاولون توظيف اشخاص يستحقون القيام بأداء هذه الأدوار حتى لا يفسدونها. لذلك التقيت بعض المنتجين والمؤلفين وأعتقد بأنهم أناس ممتازون في عملهم.
إذاً، ما هي أوجه الاختلاف بين مسلسل كريمينال مايندز وبقية المسلسلات الأخرى؟
- أولاً هو مسلسل أقوى بكثير، سريع الإيقاع، عصري وعلمي، بالإضافة إلى أنه دراما تشويقية من الطراز الكلاسيكي القديم. وذلك يفرق كثيراً عن بقية مسلسلات الجريمة الأخرى، إذ تأتي معظمها لحل الجريمة بعد وقوعها. أما هذا المسلسل فهو يدور حول تناول الجريمة قبل حدوثها وأثناء حدوثها، وعلى أمل منع الجريمة من الوقوع قبل فوات الأوان... قبل أن يقوم القاتل المحترف أو مغتصب النساء أو مشعل الحرائق من ارتكاب جريمته التالية.
ماندي، كم استغرقت من الوقت لدراسة الدور؟ وهل قابلت محققين فعليين؟
- عندما قمنا بتصوير الحلقة الأولى كان هناك رجل نبيل اسمه كريس ويتكومب وهو مؤلف المسلسل. إنه أحد العقول العبقرية الناطقة في مجال المسلسلات التلفزيونية التي تتناول قضايا مكتب التحقيقات الفيدرالية. فقد كان يعمل قناصاً كما أنه مستشارنا الفني. وعلى رغم أنه متقاعد الآن فإنه أخذني جانباً وطلب مني أن اسافر معه إلى قاعدة كوانتيكو البحرية حيث توجد أكاديمية مكتب التحقيقات الفيدرالية في فرجينيا. ثم قام بتقديمي إلى أحد الاشخاص الذين يقومون بأداء المهمة نفسها التي نقوم بتمثيلها، رجل اسمه جيم كليمنتي، وهو إنسان طيب بصورة غير عادية. وسألته عن الشيء الوحيد الذي يجب عرضه في هذا المسلسل. فأجاب إذا كانت هناك من وسيلة لإقناع المؤلفين بأننا فريق لا نسعى إلى الأمجاد أو الشهرة، بل نحن مجرد ظل يبقى في خلفية الحوادث لذلك نطلب من رجال الشرطة في الولايات المتحدة الأميركية وجميع رجال الشرطة حول العالم أن يعرفوا أن عليهم الاتصال بنا مباشرة وفي الحال. ففي اللحظة التي يختفي فيها طفل فإن الإحصاءات ساعة بساعة عن تضائل فرص نجاة ذلك الطفل مرعبة وبسبب الغرور وحب الذات، وقلة المعلومات في ملفات مراكز الشرطة، فهم ببساطة لا يتصلون ولا يطلبون مساعدتنا. إنهم لا يعرفون شيئاً عن هذا الفريق المكون من 26 فرداً ولا عن مدى جاهزيتهم ورفعة تدريبهم السيكيولوجي لأكثر من 600 ساعة بالإضافة إلى خبرتهم الواسعة التي تصل إلى أكثر من 10 سنوات في هذا المجال قبل تكليفهم بالعمل في مكتب التحقيقات الفيدرالية، وبسبب جهلهم بهذه الكفاءات فإن الكثير من الأرواح والجرائم الرهيبة التي وقعت كان من الممكن تفاديها.
إذا من هو جايسون غيديون، الشخصية التي تقوم بتجسيدها؟
- إنه شخص له ماض غامض، فقد ارتكب بعض الأخطاء من خلال سلوكيات اندفاعية متهورة ولا يرغب في العودة إلى ذلك الماضي مرة أخرى. إنه شخص يعاني من صراع لمحو هذه الذكرى، بالإضافة إلى الحرص على الحفاظ على حياة الأبرياء الآخرين والتضحية بالاهتمام بحياته الشخصية على حساب ذلك، وهو رهن الإشارة وجاهز لتلبية نداء الواجب لأنه يأخذ هذا العمل على محمل الجدية الصارمة. كما أن لديه المقدرة على سماع اشياء لا يسمعها بقية الناس. ويبدو أنه يفكر بطريقة مختلفة، ويمسك بأطراف أشياء لا يستطيع أن يلمسها بقية الناس. إنه يبدو أكثر كطفل بريء!
بعد زيارتك لقسم التحليل النفسي بأكاديمية مكتب التحقيقات الفيدرالية، كيف وجدت هؤلاء المحققين؟ هل هم يختلفون عن بقية البشر؟
- إنهم فقط 26 محققاً سيكيولوجياً ومن مظهرهم فهم مجرد أشخاص عاديين يلبسون البدلة وربطة العنق شأنهم شأن الكثير من الموظفين التنفيذيين، ومن المستحيل أن تتعرف على هويتهم وسط حشد من الناس. إنهم مثل أي أميركي عادي كما أنهم يعيشون تحت الظل. إنهم اذكياء لدرجة خارقة ويمتلكون عقولاً غير عادية. لذلك أقول للناس إن المسلسل مثل المهمة المستحيلة على العقل!
وما الذي تود أن يتعلمه الناس من المسلسل؟
- أولاً هو مهرب قبل كل شيء، ولكن كما قامت مسلسلات مثل سي اس آي بتعليم الناس مدى أهمية الجينات الوراثية، ففي مسلسلنا، سواء كان المجرم قاتلاً محترفاً أو مغتصباً للنساء، فهو قد يساعد الناس بأن يكونوا أكثر دراية بالطريقة نفسها التي حدثت فيها تفجيرات لندن. ففي الحال ومباشرة توجه الانتباه نحو الأشخاص الذين يحملون حقائب، حقائب تسوق، حقاب الظهر والذين يتصرفون بعصبية. لقد ارتفع مؤشر رادار كل فرد من المحققين إلى 2000 درجة. وكل ما نتمناه هو أن يتصل رجال الشرطة بنا بمجرد وقوع مثل هذه الحوادث، لكن للأسف معظم مراكز الشرطة لا تعرف حتى عن وجودنا.
تعرض المسلسل لانتقادات كثيرة وتم اتهامه بأنه مذهبي حسي، ملطخ بالدماء وشديد العنف؟
- معظم هذه الانتقادات مبنية على مشاهد الحلقة الاولى، وهي اتهامات مقبولة وعادلة، لكن كانت الحلقة الأولى مجرد مدخل «سكتش» لما سيكون عليه المسلسل لاحقاً. أنا دائم الحرص على القول إن المسلسل يهدف إلى إنهاء المعاناة وإنقاذ الأرواح.
هل لك أن تخبرنا عن حياة غيديون الشخصية؟
- مبدئياً، هو يقضي معظم أوقاته بالمكتب والقليل منها بالمنزل. وفي التلفزيون مثل تقطيع البصل، فكلما طالت مدة التقطيع زادت المعاناة وسالت الدموع. لقد سمعت بأنني سأرزق بابن! ولنر كيف يكون المشهد وأنا ارتدي خاتمي زواج! ربما ينتهي بي المطاف وأصبح أرملاً أو مطلقاً في المسلسل... لا ندري.
هل تعتبر مسلسل كريمينال مايندز عملاً جماعياً متناسقاً أم مسلسلاً يعتمد على نجومية ممثل واحد؟
- بالتأكيد هو عمل جماعي متكامل ومتناسق. ولا أعتقد بأنه سينجح إذا اعتمد على نجومية شخص بعينه. فكل شخصية تؤدي دوراً مكملاً لبقية الممثلين ولا يمكن فصل أي أداء عن بقية الطاقم، وما أنا إلا جزء مكمل من فريق متكامل من الممثلين البارعين والأساسيين في الوقت نفسه.
ابنك اسمه غيديون، على اسم شخصيتك في المسلسل. هل كانت تلك فكرتك؟
- كلا. عندما أرادوا تغيير اسمي الحقيقي لأسباب قانونية، اعتقدوا بأني سأرتاح لو أسموني باسم أصغر أبنائي. فسألت اولادي إذا كان لديهم أي مانع، ولم يكن لديهم.
ركوبك للدراجة يعد عملاً خارقاً إذا ما عرفنا أنك كنت مصاباً بسرطان البروستات حديثاً. وقبل سنوات قلائل كدت أن تفقد بصرك وتصاب بالعمى بسبب مرض تفسخ العينين؟
- بارك الله في الأدوية وفي الطب الحديث. فيجب على كل رجل تخطى الخمسين أن يقوم بفحص غدة البروستات. وأحمد الله أنه قد تم اكتشاف الورم في مرحلة مبكرة وتم علاجي بالكامل. لقد أجريت لي العملية الجراحية في 14 مايو/ أيار 2004 وبعدها بسنة تحديداً قمت بتلك الرحلة على الدراجة لمسافة 300 ميل.
وهل أصبحت الحياة أفضل بالنسبة إليك اليوم؟
- أعظم هدية تلقيتها في حياتي هي إصابتي بمرض السرطان لأن التجربة علمتني معنى الحياة والإيمان وحب العائلة والاصدقاء والعمل كما علمتني أن ابحث عن سبل للحصول على سلام ذاتي كل يوم. فقد صرت أتوقف للصلاة والتأمل
العدد 1441 - الأربعاء 16 أغسطس 2006م الموافق 21 رجب 1427هـ