العدد 3469 - الثلثاء 06 مارس 2012م الموافق 13 ربيع الثاني 1433هـ

المصالحة الوطنية... حقيقة أم خيال

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

منذ زمن طويل نحن نسمع عن مصطلح «المصالحة الوطنية»، وعلى مدى شهور وسنوات، تطل علينا بين الفينة والأخرى نسمات وأحاديث تقال هنا وهناك، ومواثيق تتحدث عن مصالحة وطنية.

الحديث عن المصالحة الوطنية، يجب أن يسبقه اعتراف بوجود خلل ومشكلة تستدعي وجود هذا النوع من المصطلحات المدنية المتطورة، والتي لا يمكن طرحها في أي بلد ما لم تكن هناك مشكلة حقيقية يجب الاعتراف بها أولاً.

المصالحة الوطنية بحسب المصطفى صوليح (كاتب في مجال التربية على حقوق الإنسان والمواطنة) هي السعي المشترك نحو إلغاء عوائق الماضي واستمراريتها السياسية والتشريعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتصحيح ما ترتب عنها من غبن ومآس وأخطاء وانتهاكات وجرائم جسيمة، والقطع نهائياً من قبل الجميع مع الحلول العنيفة في معالجة الملفات والقضايا المختلف حولها، والنظر بتفاؤل إلى المستقبل وذلك من خلال التأسيس في الحاضر لِلَـبنات غير مزيفة أو كاذبة للديمقراطية وللمشاركة المتساوية».

المصالحة الوطنية تسعى لإنجاز توافق وطني بين الأقطاب الحقيقية للخلاف الحقيقي في أي بلد بعيداً عن أي أقطاب مصطنعة أو مفتعلة من شأنها أن تحرف معنى المصالحة وتجرها لخانة البهرجة الإعلامية، من دون تلمس الخلاف الحقيقي الذي لن يزول دون اعتراف صريح وواضح به.

في البحرين، الخلاف السياسي واضح للجميع، ولا يمكن أبداً تجاوزه أو حتى الالتفاف عليه، وبالتالي عندما تريد جهة ما، التفكير في مشروع المصالحة الوطنية، عليها أولاً وضع يدها على قطبي الخلاف الحقيقي، ومن ثم إنجاز التوافق الوطني في إطاره الحضاري للمجتمع في «خطة شمولية ومتكاملة، محددة، ودقيقة، تسترشد بالمبادئ الأساسية المستخلصة من تجارب فض النزاعات بالطرق الهادئة وتخضع لمضمون القانون الدولي وإجراءاته الملزمة والآمرة للدولة وحكوماتها المتعاقبة».

ما يحدث حالياً من طرح وثيقة للمصالحة الوطنية أعدها مجلس الشورى، لا تخرج عن نطاق الورق المكتوب عليها، إذ ان هذه الوثيقة، لا تعكس الواقع المعاش، ولا حقيقة الخلاف، ولم تطرح رؤى ومخارج لأزمة ثقة امتدت لسنوات طويلة بين الحاكم والمحكوم، تزايدت حموتها في السنة الماضية.

ربما نسمع أن أعداداً كبيرة وقعت على هذه الوثيقة، في ظل ممارسة الترهيب المستخدم على موظفي القطاع العام والشركات الكبرى، للتوقيع عليها، إذ بالتأكيد من لا يوقع فهو ضدها ولا يريد المصالحة، حتى لو لم يقتنع بها ولا تعكس حقيقة فهمه للمصالحة الحقيقية التي يرتضيها.

مثل هذه الوثيقة لن تخرج البلد من أزمته، ولن تنهي الخلاف، ولن تضمد الجراح، ولن تغير من الواقع شيئاً، ومثل هذه الوثيقة لن تكون إلا أوراقاً ستغلف بغلاف مخملي جميل جداً، وتعلق على رفوف المكاتب، وربما تباع ويجبر الناس على شرائها أيضاً كما حدث من قبل في الكثير من الشواهد.

المصالحة الوطنية تعني صفحة بيضاء جديدة، خالية من السجون والدماء، والقمع والترهيب، خالية من كل أنواع الاستبداد، يكون فيها كل المواطنين سواسية في القدر والمقام، وتؤسس لحركة تصحيحية جديدة، تعترف بأحقية الشعب في أن يكون مصدر السلطات، وإلا فأي مشروع للمصالحة الوطنية يخرج عن ذلك، فهو مجرد مضيعة للوقت وذر للرماد في العيون وتلاعب بمشاعر البحرينيين

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3469 - الثلثاء 06 مارس 2012م الموافق 13 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 25 | 12:12 م

      انتهت لذته ومدته و أقبلت ندامته

    • زائر 22 | 6:05 ص

      ابو سيد رضا

      هذه الزوبعه الاعلاميه التي تروج لهاكذا حوار او مصالحه ما هي الا هروب من الواقع و ايضا شوو للعالم بان التوصيات قد تمت و ان المصالحه قد تمت ايضا و المشكله الموجوده في البلد انتهت كلها لعبة سياسيه من السلطه هدفها الراي العالمي و ليس الراي الداخلي للمواطن الذي لعبت به الاجهزه الامنيه من قمع و تعذيب و كل انتهاكات لم تخطر على بال كما ذكرها السيد بسيوني لا جدوى من هكذا حوارات لانها لن تنهي المشكله و انما ستعمقها لان النتيجه ستكون مثل حوار التوافق الوطني الذي انتهي الى لا شي

    • زائر 21 | 5:27 ص

      Their Heads

      As long as there are some like Human, who think that they are the chosen people on earth and everyone else underneath them is there to serve them only. As they are serving the one on top of them who actually brought them to support and participate of their criminal act and terrors all years of their existence. They think they are strong and powerful with the devils therefore there is no solution apart of their heads.

    • زائر 20 | 5:27 ص

      الدماء بعد سيلانها لا تقبل مهرجانات جوفاء

      بلدي مازالت تعزف لحن فيه رائحة الدم ، الدماء بعد سيلانها لا تقبل مهرجانات جوفاء زائفه . بل تحتاج على عزم وارادة فولاذية وهي غير موجودة في الحكومة حاليا ولن تتوفر ما دامت أسنة الرماح مرفوعة والقلوب يعلوها عتل وزنيم وكيد ومردة على النفاق وحب الدنيا دون تقوى من الله سبحانه وتعالى .
      نحن بعيدين جدا عن الحلول حاليا ، ننتظر فرج من الرب يغسل الادران فهذه المرة الهدم يحتاج لجراحة شديدة الوطئة وبدون تخدير صحيح ألمها شديد لكن مردودها ناجع بأذن الله وهي آتية لا ريب في ذلك .

    • زائر 19 | 4:18 ص

      الحقيقة هي انه

      يوجد حاجة ماسة اولا و قبل الدخول في المصالحة المفترضة هو الدخول في مصارحة وطنية و ...و بعدين يصير خير

    • زائر 18 | 4:05 ص

      مماطلة ولست مصالحة

      ضحك على الذقون قالو له وغع طال عمرك قال حاضر سيدى بس انعرف شنو فيها قال اذا تبى الزبدة ان احنا اهنى كلنا اخوان قال عدل صج كلامك الانسان اخو الانسان وغع والسلام
      ابو سعد

    • زائر 17 | 3:43 ص

      نجحت إلى حد بعيد ,,,,,,

      في تصوير الوضع على انه خلاف بين,,,,,,,

      لازلنا نراهن على و عي اهلنا,,,,,,

    • زائر 16 | 3:00 ص

      المصالحة صعبة

      والسنى ينظر لكل الشيعة على انهم معارضين والشيعى الى كل السنة انهم مرتاحين ومافى شيعى موالى او مرتاح اولا يجب ازالة ثقافة يبطن غير مايظهر المستمدة من المسلمين وبعدين قولوا مصالحة

    • زائر 15 | 1:37 ص

      شكرا لك يا ابن الفردان

      المصالحة الوطنية تعني صفحة بيضاء جديدة، خالية من السجون والدماء، والقمع والترهيب، خالية من كل أنواع الاستبداد، ............شكرا للوسط

    • زائر 14 | 1:37 ص

      اي وثيقة تخرج من هذين المجلسين لا تمثلنا بحال من الاحوال

      هذين المجلسين لا يمثلانا بالمرة

    • زائر 13 | 1:28 ص

      لك الشكر والتحية

      استاذ هاني المحترم

      المصالحة التي ينادون بها ان تقبل بها احباري وبالقوة على سيدكم هو الرازق هو صاحب الفضل للبقاء لتعيش وان الشعب يجب ان ينتظر فضلات وعطاءات سيدهم وإذا خالفت هذا المبدأ ورفضت هذه العبودية وطالب العدالة والكرامة للجميع في هذه الحالة سوف تكون خائن للوطن ولديك اجندات خارجية وموقعك السجن والتنكيل والقتل وافصل والحرمان حتى بيوت الله يعتبروها مكرمة من سيدهم والدليل عندما خالفت سياستهم هدمت المساجد والحسينيات لذلك لانقبل مصالحة عصر الجاهلية

    • زائر 12 | 1:18 ص

      كلام فاضي ومضيعة وقت ولعب بأموال الشعب الفقير!؟

      آه...آه يا بلادي ما أكثر اللجان وما أكثر القرارات وما أكثر التوصيات وم أكثر الإجتماعات ولكن النتيجة صفر!!! ويبقى الحال الرديء على ما هو عليه والطيور طارت بأرزاقها

    • زائر 11 | 1:15 ص

      متى تتم المصالحة؟

      للمصالحة مقدمات وأساسيات تبنى عليها وبغير تلك المقدمات والاساسيات لا يمكن ان تبدأ مصالحة
      وكلنا يعرف ما يلزم لكي تكون المصالحة وإذا لم نكن مستعدين لذلك فلا داعي لاضاعة الوقت فالبناء على
      أرض خاوية سوف لن يكون ذا اساس صلب وسيكون عرضة للهزات.
      نحن في البحرين دائما نذهب للنتائج من دون ان نمر على المقدمات والاساسيات لذلك نحن نحرق المراحل
      الإعتراف بحقوق الناس السياسية هو اول المقدمات
      ومن ثم الدخول في محاسبة من تسببوا في التعذيب
      وترك الامر لاهل الضحايا يغفروا او لا الامر راجع لهم

    • زائر 10 | 12:57 ص

      لا مصالحه ولا هم يحزنون

      من يريد الاصلاح لا يوفر 200 الف دينار حق انشاء جمعيات معارضه وهميه ويعلنها على الملاء . وبعدها يتم الاصلاح بين المعارضه الوهميه رقم 1 ومعارضة المعارضه الوهميه رقم 1 والمعارضه الحقيقه تكون خارج اللعبه وبعدين تسمع خبر ان المعارضه قليله لاتتجاوز اصابع اليد الواحده! وانتهت السالفه وتيتي مثل مارحتي جيتي. وجيبي معاج الجيتي اللى اليوم ما اجيتي ياصاحبة الجيتي!

    • زائر 9 | 12:35 ص

      هاهي الوزيرة ترصد 200 الف دينار

      للحمة" اللاوطنية" للجمعيات الاهلية ونست تصريحاتها للنواب عند سؤالها عن زيادة المخصصات للاسر الفقيرة المحتاجة والمنضوية تحت قانون الضمان الاجتماعية حيث وعدت الوزيارة بان استحقاقات الزيادات سيتم صرفها بدءا من شهر فبراير الفائت وها مارس يشارف ع الانتهاء ولا حس ولا وس ولكن 200 الف موجودة مرصودة للجمعيات الكونغو الهيلكوستية آل آيه "اللحمة.." هالمرة جت على المنوال لشراءهم كي لايفتحوا باب ايجارات واستثماراتها للمبنى ابو 2مليون عجبي وعجباه

    • زائر 8 | 12:29 ص

      ولا كلمة تنطبق على الواقع الذي عندنا وكأنما هذا التعريف يتحدث عن "خيال" أو بالأحرى "سراب كاذب" ...

      المصالحة الوطنية بحسب المصطفى صوليح هي السعي المشترك نحو إلغاء عوائق الماضي واستمراريتها السياسية والتشريعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتصحيح ما ترتب عنها من غبن ومآس وأخطاء وانتهاكات وجرائم جسيمة، والقطع نهائياً من قبل الجميع مع الحلول العنيفة في معالجة الملفات والقضايا المختلف حولها، والنظر بتفاؤل إلى المستقبل وذلك من خلال التأسيس في الحاضر لِلَـبنات غير مزيفة أو كاذبة للديمقراطية وللمشاركة المتساوية».

    • زائر 7 | 12:26 ص

      أنا كيف أفهم المصالحة !!

      هي أولا الاععتذار عن الأخطاء السابقة ( الانتهاكات ) وثانيا صدق الدعوة والجدية في معالجتها بعيدا عن الشو و الشو ، فهي يجب أن تكون عقيدة راسخة والتزام بها على أرض الواقع . و لأن كل الدعوات السابقة لم تكن صادقة فقد ماتت .

      تحياتي / أبو سيد حسين

    • زائر 6 | 12:19 ص

      لا يوجد المصالحة الوطنية ولن توجد

      لا يوجد المصالحة الوطنية ولن توجد طالما هناك اقلام تتكسب من هذا الوضع وتثب سموهما في المجتمع البحريني دون رادع

    • زائر 5 | 11:56 م

      اربعه اثنين اربعه

      المشكله يا اخ هاني ان الطرف الاخر يريد المصالحه على طريقته الخاصه وهي ان نطوي صفحة الماضي ويبدأ معك صفحة اخرى بنفس الصفحه التي كان عليها وهكذا الى ان ياتي امر الله حتى تضل انت العبد وهو سيدك فاذا قبلت بذلك فانت من وجة نظرة تحب الوحده الوطنية واذا طالبت بمحاسبته فانت تشق الوحدة الوطنية ناسين اننا اهل هيهات منا الذله

    • زائر 4 | 11:50 م

      يولدي فرق كبير بين المصلحه الوطنيه والمصالحه الوطنيه

      عندما نتكلم عن المصالحه الوطنيه يشرد ذهنك الى رواندا حيث قبائل تبيد القبائل اخرى او الى دارفور حيث الناس متناحره هناك الفتنه في الوطن اججت من قبل اناس لا يهمها لا الوطن ولا مصلحته لا يهمها المواطن ولا مصلحه المواطن والوعي الوطني بين ابناء الطائفتين الكريمتين افشل هذا التاجيج وجعل منه بضاعه بارت من كثرة السوم في سوق يشكوا رواده الكساد اصلا احنا اولاد هالديره الملحه والكل يعرف الكل والمواطن الاصلي في الوطن متاكد ان الديره تحتاج لاسكات بعض الغربان لان نعيقها ينغص العيش على الطائفتين بس..ديهي حر

    • زائر 3 | 11:47 م

      شكرا

      لك

    • زائر 2 | 11:34 م

      هذي هي

      المصالحة الوطنية... حقيقة أم خيال؟

      هي مجرد حبر على الورق لا اكثر ولا اقل
      والبحرين تنزف ونهج الخصام متواصل سببه الاعـــــــــــــــــــــلام
      والله يعين ديرتنا

    • زائر 1 | 11:30 م

      جوهر الكلام

      (أن تعترف بأحقية الشعب في أن يكون مصدر السلطات، وإلا فأي مشروع للمصالحة الوطنية يخرج عن ذلك، فهو مجرد مضيعة للوقت وذر للرماد في العيون وتلاعب بمشاعر البحرينيين)

اقرأ ايضاً