أعلنت الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون اليوم الثلثاء أن كلا من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة اتفقت على استئناف المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.وقالت آشتون في بيان لها: "سوف يتم الآن الاتفاق على زمان ومكان هذه المحادثات".
جاء هذا العرض رغم رفض إيران مؤخرا السماح للمفتشين الدوليين بالتحقق من طبيعة مشروعاتها النووية التي تردد أنها تهدف لتصنيع أسلحة نووية.وأعربت أشتون - التي تفاوضت من قبل مع إيران نيابة عما يسمى بمجموعة دول "3+3" - عن تفاؤلها بأن يؤدي استئناف المحادثات إلى حل الأزمة الدبلوماسية.تضم مجموعة "3+3" ثلاث دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى جانب الولايات المتحدة والصين وروسيا.وقالت: "نأمل أن تشارك إيران في عملية مستدامة من الحوار البناء الذي سيحقق تقدما حقيقيا فيما يتعلق بتبديد مخاوف المجتمع الدولي القائمة منذ وقت طويل بشأن برنامجها النووي".
من جانبه ، قال مسؤول بارز في الاتحاد الأوروبي ، طلب عدم الكشف عن هويته ، إنه لأمر مشجع أن تعرب إيران كتابة عن استعدادها لبحث القضية النووية ، بينما ظلت مجموعة "3+3" جبهة موحدة ويتبنى الاتحاد الأوروبي بشكل واضح نهج العقوبات "الصحيح".كان التكتل وافق في كانون ثان/يناير الماضي على فرض حظر على النفط الإيراني ، والمقرر أن يدخل حيز التنفيذ بشكل كامل في أول تموز/يوليو المقبل ، في إطار الضغط الدولي على طهران على خلفية أنشطتها النووية.وأشارت آشتون ، في خطاب مرسل لكبير المفاوضين الإيرانيين سعيدي جليلي ، إلى أن الهدف "ما زال يتمثل في التوصل لحل شامل طويل الأمد عن طريق التفاوض يستعيد الثقة الدولية في الطابع السلمي التام للبرنامج النووي الإيراني".وأوضح المسؤول الأوروبي أن ليس من المتوقع أن تبدأ المحادثات الرسمية إلا بعد رأس السنة الإيرانية الجديدة ، في النصف الثاني من آذار/مارس الجاري.
ورغم ذلك ، يجب عقد اجتماعات تمهيدية بين ممثلين رفيعي المستوى من كلا الجانبين قبل المحادثات الرسمية.وقال مسؤول الاتحاد الأوروبي: "سنوضح أننا نريد إجراء مناقشات جادة ، وأن التركيز يجب أن ينصب على القضية النووية".وأضاف: "نريد نتائج ملموسة ... إنها محادثات مهمة للغاية ، ولا نريد أن تبوء بالفشل".ورغم أن إيران قالت اليوم الثلاثاء إنها ستسمح للمفتشين الدوليين بزيارة أحد المواقع الرئيسية المشتبه بها ، أوضحت الجمهورية الإسلامية أنه يجب الاتفاق على شروط هذه الزيارة أولا.لم تتفق إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى الآن على شروط زيارة المواقع النووية ومقابلة العلماء والاطلاع على الوثائق ذات الصلة ، حيث ترفض طهران عددا من المطالب الرئيسية للوكالة ، بحسب مسودة اتفاق بين الطرفين.وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيو أمانو أكد أمس الاثنين في فيينا أهمية القيام بزيارة سريعة للموقع الإيراني نظرا للمؤشرات التي تعكس إجراء أنشطة مؤخرا في الموقع ، الذي تردد أنه تم فيه إجراء محاكاة لانفجارات نووية.وبينما أرسلت طهران إشارات تصالحية بشأن موقع برشين ، أوضحت أنها لا تريد أن تكشف عن الهيكل الإداري أو المشتريات الأجنبية لبرنامجها النووي السري ، وفقا لمسودة اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.وتتصل القضيتان بجوهر ما يتردد انها مشاريع ايرانية خاصة بالابحاث والتطوير المتعلقة بتصنيع أسلحة نووية ، وتقول الوكالة الدولية إنه يبدو أن لها علاقة بوزارة الدفاع.وأعدت الوثيقة ، التي حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منها ، أثناء محادثات أجريت مؤخرا بين الجانبين وباءت بالفشل.وشطبت إيران بندين من قائمة القضايا المطلوب تسويتها ، وهما "هيكل إدارة البرنامج" و"أنشطة المشتريات" ، بحسب ما تظهره التعديلات المقترحة للوثيقة.وقال دبلوماسي يتابع عن كثب عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الثلاثاء: "إنهم يستبعدون ذلك تماما".وأوضح الدبلوماسي أن المشتريات النووية لطهران "سيصعب على إيران توضيحها نظرا لأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لديها الكثير من المعلومات الاستخباراتية" بشأن هذا الموضوع.وتقول الوكالة إنها جمعت معلومات أخرى تثبت المعلومات الاستخباراتية.