قال الأستاذ الألماني فريدريش فيلهيلم جيرستنجاربه الخبير في أبحاث المناخ إن التغير المناخي مسئول بشكل محدود فقط عن الأضرار الهائلة التي تسببت فيها الكوارث الطبيعية ولكنه سيزيد من قوة العواصف والفيضانات مستقبلا.ورأى جيرستنجاربه في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) اليوم الثلثاء في مدينة بوتسدام أن أحداثا جيولوجية تسببت في الكثير من الأضرار التي لحقت بالعالم العام الماضي مثل الزلازل الأرضية أو الزلازل البحرية التي تعقبها موجات مد عاتية "تسونامي" كما حدث العام الماضي في اليابان على سبيل المثال "غير أن هذه الأحداث ليس لها صلة بالتغير المناخي".كما أكد جيرستنجاربه أن الفيضانات التي أصابت مناطق متفرقة من العالم عام 2011 ليس سببها التغير المناخي بل ظاهرة النينا الخاصة بالطقس "ولم يتزايد خلال هذه الظاهرة تدفق المياه الدافئة عند الساحل الغربي لقارة أمريكا الجنوبية بل إن نسبة تدفق المياه الباردة هي التي ارتفعت وهو ما أدى إلى آثار بعيدة مثل الفيضان الذي أصاب باكستان عام 2010 على سبيل المثال والفيضان الذي أصاب منطقة كوينزلاند في أستراليا نهاية عام 2010 وبداية عام 2011".وأكد جيرستنجاربه أن هذه التأثيرات بسبب الارتفاع العام في درجة حرارة مياه المحيطات خلال العقود الأخيرة وقال إن المياه الدافئة تؤدي إلى المزيد من التبخر مما يؤدي إلى المزيد من الأمطار "التي عادة ما تسقط للأسف على مناطق ليست بحاجة لهذه المياه بل على مناطق بها الكثير من المياه بالفعل".ومجيبا على سؤال للوكالة الألمانية عن كيفية تصنيف الفيضانات الحالية في أستراليا قال جيرستنجاربه:"لابد من الحذر هنا، فلا يمكن الاعتماد على حدث فردي يشذ عن المسار الطبيعي للمناخ كمثال مناسب للتدليل على حدوث تغير، العلاقات العامة بين أحداث الطقس هي التي تحدد تصنيف هذه الأحداث..".وتنبأ جيرستنجاربه بتزايد وتيرة الآثار المناخية الحالية مضيفا:"نسجل على مدى العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية تزايدا في الظواهر القارية المتطرفة التي سببها المناخ، ولننظر على سبيل المثال إلى فصل الأعاصير في الولايات المتحدة والذي بدأ في شباط/فبراير الماضي، وهو أمر غير معتاد، وكان هناك وضع مشابه عام 2011، نتوقع تزايد هذه الظواهر المتطرفة إجمالا، فمن الممكن أن تزداد حدة الأعاصير والفيضانات وموجات الجدب".(