كان من المفروض ألا ننجر نحن رجال الصحافة والإعلام الرياضي هنا في المنامة أو هناك في الدوحة وراء المهاترات الإعلامية والاتهامات الكروية التي «لا تودي ولا تجيب» ولا يستفيد منها الرياضي أو القارئ الكريم ولكنها قد تسبب انشقاقا بين شباب بلدين شقيقين تربطهم روابط الأخوة والحب والود أكثر من أي نتيجة لمباراة تكون الغلبة فيها لمن يتأهل إلى التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2014.
ففي الصباح الباكر فتحت عيني على مواقع بعض الملاحق الرياضية في صحافتنا المحلية، فشاهدت هجوما عنيفا على مجموعة من البرامج التلفزيونية القطرية الجماهيرية التي يصرح فيها بالنقد العنيف ويباح فيها الضرب من تحت الحزام، وإعطاء الفرصة للمغردين الذين يطرحون قضايا وهمية الغرض منها استجداء عاطفة المشاهد بغض النظر عن صدقية الطرح أو صدق نواياه. وهذا ما شاهدته فعليا في برنامج «المجلس» وكيف تعمد البعض توجيه الاتهام لأداء المنتخب الإندونيسي وكأن المباراة باعها منتخب إندونيسيا وشراها المنتخب البحريني!
وفي أحد ملاحقنا الرياضية وجدت أسلوبا فريدا لم نتعود عليه، حينما صور للقارئ بأن هناك خديعة قد تمت بين المنتخب الإيراني والقطري، وأن هناك تراخيا واضحا من قبل الدفاع الإيراني حينما سمح للمهاجم القطري بتسجيل هدف التعادل في وقت قاتل. وأفرد الملحق عناوين جانبية وصورا وكأن الاتهام واضح وصريح لا يقبل الشك أو التأويل. فقلت في نفسي «ما هكذا تورد الإبل» يا إخوان!
وحينما ركبت الطائرة بالأمس متوجها إلى الدوحة للمشاركة في حلقة من احد برامج «جرايد» المخصصة لمناقشة خروج المنتخب السعودي والبحريني من تصفيات كأس العالم، فوجئت بأحد ملاحق الصحف القطرية وهو ينصب روح العداء للكرة البحرينية التي تآمرت مع المنتخب الإندونيسي على خروج المنتخب القطري، موثقا أقواله بتصريحات لنائب رئيس الاتحاد الدولي الأمير علي بن الحسين الذي قال بحسب مصادر الملحق «ما دامت النتيجة وصلت إلى هذا الرقم الكبير فهي تثير الشك ويجب المحاسبة فيها».
وفي الدوحة دار حديث جانبي مع مجموعة من رجال الإعلام المتواجدين في القناة، وأجمعنا بأنه لا توجد هناك «تربيطات»، وأن ما حدث من المنتخب الإندونيسي هو جهالة بأهمية المسابقة وسوء إدارة من الاتحاد الإندونيسي وغفلة من نتيجة المباراة ستسبب لها مشكلة عويصة تظل عالقة بها.
عموماً، ما أود أن أقوله لإعلامنا هنا وهناك، بأن رسالتنا أكبر من الإثارة واستعطاف القارئ والمشاهد. وأن مسئولية الكلمة أو الرأي تقتضي تقديم المعلومة الصحيحة سواء كان منتخبنا فائزا أو خاسرا، وأن ما بين المنامة والدوحة أكبر من مباراة
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3467 - الأحد 04 مارس 2012م الموافق 11 ربيع الثاني 1433هـ
الأسوء من أندنوسيا فريقنا الذي أضاع فرصة التأهل بيده وليس بإتفاق قطر وإيران
صراحة منتخب أندنوسيا مايختلف عن فريق الدفنة فريق متواضع للغاية والعشرة قليلة في حقه