لعبت المرأة دوراً مهمّاً في الحراك السياسي في الربيع العربي في جميع الدول، وهو امتداد لمنجزاتها في هذا المجال منذ فترات متقدمة من التاريخ النضالي.
في كل الصور التي نقلتها وسائل الإعلام عن الثورات التونسية والمصرية والليبية واليمنية كانت المرأة أساساً للتغيير والنجاح، وكانت صفّاً بصف مع الرجل تستنشق الغازات المسيلة للدموع وتستقبل الرصاص باختلاف أنواعه، تقاوم وتثور على الظلم، وما أكثر الصور التي كانت المرأة هي بطلتها.
أثناء الثورة التونسية تلقفت الصحافة العربية والعالمية ووكالات الأنباء صوراً لنساء يلبسن لباساً عصرياً ويحملن لافتات يطالبن فيها برحيل زين العابدين بن علي فكانت هذه الصور هي أول الغيث في الربيع العربي، خصوصا وأنهن ظهرن بالشكل الذي أردنه لا الشكل الذي أراده نظام بن علي.
لم يقتصر دور المرأة على المشاركة الجسدية في الفعاليات والتظاهرات بل شاركت بأكثر من ذلك، شاركت بزوجها وابنها وأخيها وابنتها وأختها، فكانت دافعاً أخرج كثيراً من الرجال الذين ظلوا لفترات طويلة خلف حاجز الخوف قابعين، الخوف على حرياتهم والخوف على نساء عائلاتهم والخوف على كل ما من شأنه أن ينكسر ويذوي.
شاركت بقلمها في الكتابة الإعلامية والأدبية للتعريف بمطالب شعبها، وشاركت بمالها وبحضورها البارز في المحافل التي تدافع من خلالها عن حراك شعبها وحقوقه، شاركت كطبيبة تعالج جرحى الغدر وممرضة تضمد جراحاتهم ومنظمة تنظم الفعاليات ببراعة.
قد يكون ما عانته المرأة من اضطهاد وهدر للحقوق في بعض الدول هو السبب الرئيسي لأن تصر على أن يكون لها صوتها ودورها الفاعل في هذا الحراك، وكان لها ما أرادت، ولكن الهاجس الأكبر كان الحرية لأوطانها ولتحقيق حياة كريمة لها ولشعبها ولأبنائها وبناتها؛ فمن عاش الظلم لن يقبله بالطبع لغيره ممن يحب.
في الحراك البحريني منذ الرابع عشر من فبراير كان للمرأة البحرينية دورها البارز أيضا، فهي الطبيبة والممرضة والسياسية والمثقفة والكاتبة والأم وزوجة الشهداء، وهي التي تمد الرجل بالصمود الذي يحتاج إليه للاستمرار في المطالبة بحقوقه حينما يشعر باليأس. جاء هذا الحراك النسوي امتداداً لحراكها منذ تلقت تعليمها فشاركت في الحياة الاجتماعية والعلمية والسياسية، بل إن بعضهم يحيل بدايته إلى ما قبل التعليم من خلال الأناشيد والأراجيز التي كانت تنشدها ضد المستعمر كما كتبت الكاتبة البحرينية فوزية مطر على سبيل المثال قي تأريخها للعمل السياسي النسوي.
وفي انتفاضة 1965 كان للمرأة دورها البارز والفاعل أيضا في الحراك المحلي الذي تتوج بتسطير بطولات متعددة، فقد كانت الطالبة المضربة تضامناً مع زملائها، والمرأة المشاركة في المظاهرات والمسيرات، والمسعفة في بيتها وهو ذاته ما حدث في الحركات التالية لهذه الحركة التي أخذت من هذا النضال نموذجًا لها سارت على دربه وطورت منه ولاتزال لصيقة بالرجل كتفاً بكتف وفكراً بفكر وهماً بهم، وعانت ما عاناه الرجل من دون كلل أو استسلام.
وفي الختام يجب ألا ننسى أن من أشعلت الشرارة الأولى للربيع كانت شوفينية امرأة، عندما أقدمت على صفع محمد البوعزيزي الذي انتحر حرقاً، فأحرق معه الخوف من السلطة.
وشتان بين امرأة ثارت ضد الظلم، وامرأة كانت سبباً في الثورة على الظلم بسبب ظلمها
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3467 - الأحد 04 مارس 2012م الموافق 11 ربيع الثاني 1433هـ
امل البحرين
شكرا للحرة التي لم تخن قلمها ومهنتها. ورحم الله زوجك
نغم الحرية
شكرا لك أشتاذة من المرأة تعلمنا وما نزال نتعلم وشكرا للرجل الذي سمح للمرأة بالخروج
شكرأ لكم
تحياتي وتقديري للكاتبة المحترمة والمرأة البحرينية فأنتم اساس المجتمع ،، شكرأ لكم
رائعة أنت
ما ذكرته يا سوسن هو عين الصدق ، شكرا لك ولجمال قلبك الذي يعلمنا الكثير وشكرا لصمودك فأنت من القلة الذين لم يبيعوا أقلامهم ..